أصبح الحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز) من الأم إلى طفلها في العالم هدفاً «قريب المنال»، قد يساهم في تغيير مسار وباء الإيدز، وإن كانت الوقاية لدى المراهقين لا تزال مشكلة، بحسب ما أعلن كريغ ماكلور مدير قسم الإيدز في صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف). وقال ماكلور قبل المؤتمر الدولي حول الإيدز المزمع عقده قريباً في واشنطن: «للمرة الأولى، يشارف الوباء بالفعل نهايته». وفيما أشار إلى أن الوقاية من فيروس الإيدز لدى المراهقين لا تزال صعبة، عبّر عن تفاؤله في القضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة والرضاعة. وبفضل الجهود التي بذلت في السنوات الماضية، انخفضت حالات انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها إلى النصف تقريباً بين العامين 2003 (600 ألف إصابة) و2010 (390 ألف إصابة). وقال ماكلور إن هدف اليونيسف طموح لكن «تحقيقه ممكن». ويقضي بخفض عدد الإصابات لدى المولودين الجدد بنسبة 90 في المئة ليصل إلى 40 ألف إصابة عام 2015، وخفض وفيات الأمهات الناجمة عن الإيدز إلى النصف في الفترة ذاتها. وفي البلدان الغنية حيث تستفيد الحوامل من العلاجات إذا كن إيجابيات المصل، بات انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها شبه معدوم. وتسجل غالبية الإصابات الجديدة لدى الأطفال (90 في المئة) حالياً في 22 بلداً، منها 21 بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء والهند، بحسب ما شرح ماكلور الذي أوصى بتدابير متعددة للقضاء على هذه الظاهرة، من بينها تعميم فحوص الكشف عن الفيروس لدى الحوامل وتوفير علاجات أبسط (حبة واحدة يومياً) وتأمين خدمات صحية أفضل للنساء وتقنيات جديدة لتشخيص الفيروس. واقترح أيضاً تعميم مضادات الفيروس القهقرية على كل النساء إيجابيات المصل في تلك البلدان. ويتم توفير 50 في المئة من العلاجات حالياً من خلال التمويل الدولي الذي يغطي في بعض البلدان 100 في المئة من العلاجات. وفي عام 2010، تلقى نحو نصف الأشخاص إيجابيي المصل في العالم علاجات بمضادات الفيروسات القهقرية، أي ستة ملايين شخص. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 15 مليون شخص عام 2015. وفيما اعتبر ماكلور أن «الأرقام مشجعة والتقدم مستمر»، أقر بأن الأشخاص دون الخامسة عشرة لا ينالون حصة كافية من العلاج إذ أن 25 في المئة فقط من الأطفال الإيجابيي المصل يتلقونه. وأوضح أن «تشخيص الفيروس لديهم أكثر تعقيداً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاج»، متمنياً إجراء مزيد من الأبحاث في هذا المجال.