قبل أسبوع من انطلاق المؤتمر الدولي حول مرض نقص المناعة البشرية المكتسب (إيدز) في واشنطن، عبّر مسؤولون صحيون وباحثون عن تفاؤلهم في ما يتعلق بإمكانية القضاء على هذا الوباء المدمر بفضل العلاجات الكثيرة المتاحة، وإن كان الشفاء منه لا يزال يطرح معضلة. وبالتالي، قالت الدكتورة دايان هافلير: «يمكننا أن نعلن للمرة الأولى أننا نقترب من نهاية وباء الإيدز». وأضاف الدكتور أنثوني فاوسي مدير المعهد الوطني للحساسيات والأمراض المعدية: «بدأنا ندرك بالفعل أنه من الممكن مواجهة العدوى وتغيير مسار الوباء...وإن كان الشفاء من الإيدز لا يزال مستحيلاً». ويعلق عالم الفيروسات آماله على نتائج اختبارات سريرية حديثة بينت أن مضادات الفيروسات القهقرية تساهم في تخفيض خطر العدوى لدى الأشخاص سلبيي المصل، إضافة إلى السيطرة على الفيروس لدى الأشخاص المصابين به. وأوضح الدكتور غوتفريد هيرنشال المسؤول عن ملف الإيدز في منظمة الصحة العالمية أن «هذه المسألة ستكون على الأرجح في صلب المحادثات أثناء المؤتمر». وهي المرة الأولى منذ العام 1990 التي يقام فيها هذا المؤتمر الذي يعقد كل سنتين، في الولاياتالمتحدة التي منعت طوال 20 سنة تقريباً الأشخاص إيجابيي المصل من دخول أراضيها. لكن الكونغرس ألغى هذا الحظر عام 2008 وأصدر الرئيس باراك أوباما القانون ذات الصلة عام 2009. وسينعقد مؤتمر الإيدز للعام 2012 من 22 إلى 27 الجاري بمشاركة 25000 شخص، بينهم شخصيات سياسية وفنية وباحثون وناشطون ضد الإيدز. وسيتمحور حول «تغيير مسار الوباء للتوصل إلى جيل محرر من الإيدز». ويتوقع أن يلقي كل من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمغني ألتون جون وبيل غيتس كلمة في هذه المناسبة. وستقيم الجمعية الأميركية لأبحاث الإيدز وهي الجهة المنظمة للمؤتمر حفلة في 21 الجاري لتكريم رئيس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، والإشادة بجهوده في مجال مكافحة الإيدز. وسيشارك في الحفلة الممثل شون بن والممثلة شارون ستون ومغنية الأوبرا جيسي نورمان. ومن بين المداخلات المنتظرة قبل المؤتمر، أشار المنظمون إلى مداخلة، ستقوم بها الفرنسية فرنسواز بار-سينوسي التي حازت مع لوك مونتانييه جائزة نوبل للطب بفضل اكتشاف فيروس الإيدز. وستكشف بار- سينوسي عن إستراتيجية عالمية جديدة تهدف إلى التوصل إلى الشفاء من الإيدز من خلال استهداف المناطق التي يختبئ فيها فيروس الإيدز في الجسم عند معالجته بمضادات الفيروس القهقرية.