لا معاناة في الشوارع أكثر من غياب الأنظمة المرورية، والمقصود بالغياب هنا عدم الملائمة من جهة، أو افتقادها من جهة أخرى، أو قد يكون انعدام أدوات تطبيقها، كالأفراد على سبيل المثال، وفي بعض أوقات الذروة، يتواجد الأفراد فيحدثوا إرباكاً للحركة المرورية تتمنى عندها لو أنهم لم يأتوا. ومن المخالفات التي تستفزك وقوف السيارات المزدوج، فعلاوة على أنه يشكل مخالفة صريحة لأنظمة قائمة، يقع على مرأى ومسمع من رجال المرور، ومن المخالفات أيضاً، التحدث بالهواتف النقالة أثناء القيادة، وعلى رغم حظر هذه المخالفة في شتى دول العالم بما فيها نحن، بيد أن رجال المرور هم الأكثر مخالفة لها، بل إنهم يشاهدون المخالفة في المركبة التي بجانبهم لكنهم يغضون النظر مالم تكن عائلة بسائقها، وإذا وقعت مخالفة على مرأى منهم فيصدوا عنها صداً ولسان حالهم القول المأثور لراشد بن أبي ماجد «أنا ضايق وبالي ضايق وجوي ضايق ضيقن كايد». هنا قطب شهريار حاجبيه وبدأ متوتراً، وسأل شهر زاد، إذا ماذا يفعل رجال المرور طالما أنهم لا يضبطون المخالفات في الشوارع؟ فقالت اطمئن يامولاي فهم ينشطون في المواكب، فهدأ قليلاً وسألها، هل لايزال قومي يقودون داباتهم بسرعة، فابتسمت وقالت مولاي اسمها سيارات وحددت لهم السرعة على طريق الملك فهد ب 120 كيلومتر في الساعة، فقال وماذا عن طريق الرياضالدمام، قالت السرعة ذاتها، فغضب غضباً شديداً، وقال تم تحديد السرعة قبل 30 عاماً عندما كنا نقود دواباً ولا زالت حتى الآن السرعة ذاتها من دون النظر إلى حداثة الدواب الجديدة ومواصفاتها؟ فقالت له «وسع صدرك» يا مولاي فقائدي السيارات لا يشاهدون تلك اللوحات من شدة تركيزهم على القيادة ولا تحيد أعينهم ولو لطرفة عين حرصاً على الطريق. وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]