يُحكى أن أعرابياً كانت لديه جارية نحيلة الجسم، قليلة اللحم مصفرة، سريعة الوثبة، لسانها حربة، تضحك من غير عجب، وتبكي من غير سبب، منتفخة الوريد وكلامها وعيد وصوتها شديد، وكان يردد على الدوام: لقد كنت محتاجاً إلى موت زوجتي ولكن قرين السوء باقٍ معمر ويروى أن ذلك الأعرابي الذي لم يبرح مكانه منذ ولادته، استيقظ ذات يوم بعد أن رأى في ما يراه النائم، أنه امتطى دابة تسير على قطع مدولبة، اتجهت به إلى جهة «غير معلومة»، وهناك التقى بأناس، لم يعلم أهم من الإنس أم من الجان، فصحا منزعجاً، ونادى بأعلى الصوت، أين القهوة أيتها الجارية؟ أين التمر؟ متى ستتعلمين هذا الأمر؟ أطلّت وهي تزمجر بشعرها المنكوش، وبرطمها المنفوش، وقالت: «ويحك أيها الفويسق ألا تدرك أن اليوم هو أول أيام شهر رمضان المبارك؟ فتنبه الأعرابي على الفور، ولوى شفتيه وهو يتمتم، لأقطعنه بالأسفار»، ثم قصّ لجاريته ما حلم به، فقالت: «إن الله يريد بنا خيراً، ويدلنا على خير كثير، فانهض أيها الفقير»، وهنا قال الأعرابي: «سأسير على درب الدب الأصغر، لعله يوصلني إلى خير منك»، فقالت جاريته: «لن تذهب من دوني، وإلا لأجعلنّ منك عبرة»، فاستسلم الأعرابي ونهض على الفور، واتجه يبحث مع زوجته على دابة تقله، بعد أن باع «إبلاً» كانت لديه، واستبدلها بمايكروسوفت. [email protected]