حذّر وزير الداخلية الإيراني السابق عبد الله نوري النظام من «التضحية بكلّ شيء في سبيل البرنامج النووي»، ودعا إلى تنظيم استفتاء يتيح للشعب اتخاذ «قرار نهائي» في هذا الشأن، «يحمي المصالح الحيوية للبلاد». ووسعت الولاياتالمتحدة نطاق عقوباتها المفروضة على إيران أمس وأدرجت على القائمة السوداء أسماء عدد من الشركات والأشخاص لمساهمتهم في جهودها للحصول على أسلحة نووية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية انها حددت أيضاً عدداً من «الشركات والمصارف التي تعمل واجهة» والمتصلة بالانتشار النووي في محاولة لتشديد العقوبات الحالية. وقال نوري، وهو رجل دين وشخصية إصلاحية بارزة، انتُخب نائباً ثلاث مرات وشغل منصب وزير الداخلية خلال رئاستي هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، ان «الأضرار والضغوط الناجمة من البرنامج النووي الإيراني، خرجت عن السيطرة وتعدّت أيّ حد مقبول، وعلى النظام اتخاذ قرار منطقي وحكيم لحماية المصالح الحيوية للبلاد والخروج من هذا المأزق». وأضاف نوري، خلال لقائه أكاديميين وناشطين جامعيين: «في ما يتصل بالملف النووي وإيجاد تسوية تخدم على أفضل نحو مصلحة البلاد في الوضع الراهن، يجب أن نطلب رأي خبرائنا واقتصاديينا وساستنا وكلّ الذين يريدون الخير لإيران». ولاحظ ان «دستورنا يعتبر الاستفتاء حلاً لمسائل تُعتبر مهمة ومصيرية. وعلى الخبراء أن يوضحوا للشعب السلبيات والإيجابيات من مواصلة المواجهة مع الغرب في الملف النووي، والقيود الناجمة من ذلك، ثم يعلن الشعب قراره النهائي». وشدد نوري على أن امتلاك إيران برنامجاً نووياً سلمياً هو «حق جوهري لها»، لكنه حضّ على «عدم التقليل من شأن الصعوبات التي يواجهها الناس، وجعل قضية واحدة، على رغم أهميتها الشديدة، تهدد كلّ مصالحنا القومية». كما اعتبر أن «نهج إيران يجب أن يكون واقعياً ويراعي المصلحة القومية وينأى عن ردود الفعل العاطفية». وأكد وجوب أن «تركّز قراراتنا ونهجنا على إنقاذ البلاد، بدل التضحية بكلّ شيء في سبيل الملف النووي». وأشار إلى المشاكل الاقتصادية التي تعانيها إيران، خصوصاً بعد فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على استيراد نفط منها، مذكّراً بأن إيران اتخذت سابقاً قرارات «غيّرت مسارها»، بعد مواجهتها «أوضاعاً معقدة وخطرة، ولتجنّب ضرر إضافي»، بينها أزمة الرهائن الأميركيين ووقف الحرب مع العراق. وأضاف: «لا يستطيع المرء أن يهزم عدواً أو منافساً، من خلال أوهام وعناد غير حكيم». في غضون ذلك، حذر الجنرال يد الله جواني، مستشار علي سعيدي، ممثّل مرشد الجمهورية الإسلامية لدى «الحرس الثوري»، من أن التضخّم قد يرتفع بنسبة 70 في المئة خلال الشهور الستة المقبلة. وقال جواني الذي كان رئيساً للدائرة السياسية في «الحرس»، أن على الحكومة «بذل كلّ ما تستطيع لمنع حدوث هذا الأمر الفظيع». إلى ذلك، أوردت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن البحرية الأميركية تسرّع نشر طائرات استطلاع تعمل تحت الماء»، في الخليج، للمساهمة في «العثور على ألغام قد تزرعها إيران، وتدميرها»، معتبرة ذلك جزءاً من حشد عسكري لمنع طهران من إغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، إن حدثت «أزمة». وطائرات الاستطلاع من دون طيار التي توجَّه عن بعد، تُسمى «سي فوكس» ألمانية الصنع، واشترتها واشنطن في شباط (فبراير) الماضي بطلب عاجل من الجنرال جيمس ماتيس، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن البحرية الأميركية قلقة من الغواصات ووحدات «الضفادع» الإيرانية، مذكّرة بنشر واشنطن 8 كاسحات ألغام في مياه الخليج. وحضّ موشيه يعالون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الولاياتالمتحدة على «تغيير تصوّر إيران» أنها في مأمن من هجوم عسكري أو مزيد من العقوبات، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال: «شهدنا تأثير العقوبات في إيران، لكن النظام يفضّل حتى الآن أن يعاني بدل التخلي عن قدراته النووية العسكرية». واعتبر أن الوقت حان لفرض «عقوبات تشلّ» طهران، مجدداً التلويح بخيار عسكري. وأبدى يعالون ثقته بأن «حزب الله» اللبناني سيساعد إيران إذا هوجمت، لكنه استدرك: «سنردّ على أي استفزاز، ونجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً، بحيث يطلبون هدنة».