فازت مجموعة «بتروفاك» البريطانية للخدمات النفطية بمشروع بناء مصفاة نفط في ميناء الصخيرة جنوبتونس، بعدما انسحبت مجموعة «قطر للبترول» من المنافسة. وتأهلت الشركتان في أيار (مايو) 2007 في منافسة أولية لتوقيع عقد مع الحكومة التونسية لبناء المصفاة وإدارتها على مدى 30 سنة. وقُدرت تكلفة المصفاة، بطاقة إنتاج تصل إلى 150 ألف برميل في اليوم، فوق 500 مليون دولار. وأكد المدير التنفيذي ل «بتروفاك» أمجد بسيسو، أن مجموعته تعتزم إنجاز المشروع بعدما نفذت حتى الآن ثلاثة مشاريع، هي حقل «أوذنة» في خليج حمامات (شمال)، وحقل الغاز «الشرقي» في سواحل جزيرة قرقنة (وسط) باستثمار100 مليون دولار، وحقل النفط والغاز «صدربعل» في سواحل صفاقس (جنوب) لحساب مجموعة «بريتش غاز» ويُستكمل التوقيع عليه مع السلطات التونسية قبل نهاية السنة. ويُنتج حقل «الشرقي» حالياً 800 ألف متر مكعب من الغاز يومياً. ويأمل التونسيون من خلال توسيع الاستثمار في قطاع النفط، في زيادة الإنتاج المحلي من المحروقات، بعدما باتت مصفاة النفط الوحيدة في بنزرت (شمال) المنشأة عام 1962، عاجزة عن تلبية حاجة السوق المحلية إلى مشتقات النفط، ولا يتجاوز حجم إنتاجها 30 ألف برميل في اليوم. وتعتزم «بتروفاك»، التي دخلت السوق التونسية في 2005، إعداد الدراسات الفنية الخاصة بمصفاة الصخيرة، تمهيداً لتوقيع اتفاق نهائي مع السلطات التونسية. وأشار بسيسو إلى «إطلاق مشروع لتكوين كوادر تونسية في مجال النفط بالتعاون مع وزارة الصناعة والطاقة التونسية». وفي سياق متصل، أعلن مسؤولون حكوميون، أن تونس منحت ترخيصاً للتنقيب عن النفط والغاز الى وحدة «شل تونس» التابعة لمجموعة «رويال داتش شل» البريطانية الهولندية. وبموجب اتفاق تقاسم الإنتاج تستثمر «شل تونس» بالاشتراك مع المؤسسة التونسية للنشاطات البترولية (قطاع عام) 3 ملايين دولار في أعمال التنقيب والحفر. ويخص الاتفاق، الذي يمتد تنفيذه لسنتين، قطاعاً مساحته 5140 كيلومتراً مربعاً في منطقة قابس (جنوب). يُذكر أن ما يزيد على 30 شركة نفط أجنبية تعمل في تونس، التي تستورد معظم حاجاتها من الوقود من البلدان المجاورة، مع تراجع إنتاجها النفطي في شكل حاد في السنوات العشر الأخيرة بسبب تقادم الحقول.