أعلن قائد وحدة الجليل في الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي ان الخطة المعدة للحرب المقبلة مع لبنان تحسم بضرورة إنهاء الحرب في غضون ايام قليلة، «والبلدات اللبنانية التي ستطلق منها الصواريخ ستمحى من الوجود». واستعرض هليفي امام وسائل إعلام غربية أمس، الاوضاع التي تشهدها الحدود الشمالية مع لبنان، بعد ست سنوات من حرب تموز، محرضاً على «حزب الله» وايران وسورية. وحذر من ان «تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله وتحويل بلدات الجنوب المحاذية للحدود مع اسرائيل الى مخابئ ومخازن اسلحة له سيجعل من الحرب المقبلة حرباً مختلفة. ستكون حرب تحديات، فمقابل الصواريخ المتطورة في حوزة الحزب، المتوقع ان تصل الى تل ابيب وحيفا وبلدات اسرائيلية، سيقوم الجيش بالرد العنيف على هذا القصف، وسيوجه مدفعيته نحو كل بلدة يطلق منها صاروخ». وعاين هليفي بلدات عيتا الشعب وبنت جبيل ومناطق لبنانية من موقع اسرائيلي مقابل للاراضي اللبنانية، وقال لوسائل الاعلام: «هذه البلدات مليئة بالصواريخ. الحزب نصب فيها آلاف الصواريخ المتطورة والموجهة نحو اسرائيل. بيوتها باتت مخازن لأسلحة حزب الله. في غرفة واحدة من البيت نشاهد اطفالاً ونساء وفي الغرفة الملاصقة حولتها صواريخ وأسلحة «حزب الله» الى قواعد عسكرية له. هذه البلدات من خلفنا، اذا ما اطلق منها صاروخ نحو اسرائيل، سنهدمها كلياً وستمحى من الوجود». وكانت قيادة الشمال في الجيش الاسرائيلي أجرت جولة اعلامية في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان، حاولت خلالها الترويج ان اسرائيل تعلمت الدرس من حرب تموز، وبعد ست سنوات باتت تملك قوة استخبارية كبيرة وقدرة هائلة على الهجوم بحيث يتزود الجيش اليوم بأسلحة متطورة من طائرات ومدفعيات ومدرعات، ستكون قادرة على حسم المعركة في غضون ايام قليلة. وفي سياق حملة الترويج، تحدث ضباط من وحدة الجليل عن «اقامة وحدة استخبارية خاصة تتواجد في منطقة زرعيت، ومزودة كاميرات حديثة ومتطورة قادرة على رصد تحركات اللبنانيين، حتى داخل غرفهم». وقالت ضابطة في الوحدة تدعى شيران ان «الوحدة ترصد يومياً تحركات لعناصر «حزب الله» ولنشاطهم في التسلح وفي تحويل بيوت بلدات الجنوب الى قواعد»، وقالت: «يركزون على البيوت ذات الطوابق، ففي الطابق الاول تعيش العائلة حياة اعتيادية وفي الطابق الثاني يتواجد عناصر «حزب الله» مع اسلحتهم، ووفق ما ترصد الوحدة من تحركات، يبدو ان «حزب الله» يستعد لمواجهات مع اسرائيل». وربط هليفي بين نشاط ايران و«حزب الله» وسورية، وقال: «هدفهم اليوم مواصلة تسليح «حزب الله» وتعزيز قدراته العسكرية، فايران وسورية تواصلان دعم الحزب عبر مده بالصواريخ والاسلحة المتطورة حتى وصلنا الى وضع باتت يد ايران قريبة جداً منا». لا حرب قريبة واذ لفت هليفي الى ان توقعات القيادة الامنية الاسرائيلية «عدم وقوع حرب قريبة وامتناع «حزب الله» عن هذه الحرب على الاقل في المدى القريب»، شدد ان الاجتماعات التي تعقد في الناقورة بمشاركة ممثلين عن «يونيفل» والجيشين اللبناني والاسرائيلي، «تهدف في الاساس الى الحفاظ على الهدوء في المنطقة». لكنه قال: «لا ندري كم سيستمر هذا الهدوء فالاسباب لإشعال المنطقة كثيرة منها: تدهور الاوضاع في سورية ما يؤدي الى تصعيد امني في المنطقة ينتقل الى لبنان، فشل محاولات «حزب الله» تنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج، والتي يسعى لتنفيذها منذ اكثر من سنة، وبهذه الحالة سينقل محاولاته الى منطقة الحدود الشمالية، احتمال وقوع صدامات بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني كالحادثة التي وقعت السنة الماضية، تصعيد الاوضاع مع ايران ما يؤدي الى تصعيد ايضاً في الحدود الشمالية».