بيروت - «الحياة» - في وقت أعلن عن مباشرة العمل الأسبوع المقبل في بناء جدار الفصل عند الحدود الشمالية مع لبنان، مقابل منطقة المطلة على مساحة كيلومترين وارتفاع عشرة أمتار، اعتبر نائب قائد وحدة العمق في الجيش الإسرائيلي غال هيرش، أن إيران «البعيدة من إسرائيل جغرافياً أصبحت قريبة منها، ونقلت حربها مع إسرائيل إلى مختلف مناطق حدودها بعدما بسطت نفوذها في لبنان عبر «حزب الله» وزودته بترسانة صاروخية ومعدات قتالية». وقال إن إيران حولت لبنان إلى قاعدة لتنفيذ أهدافها في المنطقة و «هي بالأساس أهداف ضد إسرائيل والهدف «بناء حزب الله كقوة إيرانية في لبنان قبالة حدودنا». وادعى أن إيران «حولت سورية إلى ممر لنقل الأسلحة وتأثيرها في سورية بات كبيراً ونفوذها خطيراً، وحولت قطاع غزة أيضاً إلى ولاية إيرانية ونقلت حربها مع إسرائيل عبر أطراف هذه الحدود الثلاثة، وهذا أمر خطير نتعامل معه بمنتهى الجدية وسيكون ثمنه باهظاً جداً». هدوء غير مضمون وكان هيرش يتحدث خلال جولة لوسائل إعلام أجنبية على طول الحدود الشمالية بدءاً من مثلث الحدود، سورية - الأردن- إسرائيل وحتى الحدود اللبنانية. وبحسب هيرش فان الهدوء الذي يسود مختلف المناطق الحدودية «ليس مضموناً في ظل شرق أوسط غير مستقر وفي ظل جهود إيران لإغراق المنطقة بالأسلحة». وفي شرحه للإعلاميين عن وضعية البلدات اللبنانية القريبة من الحدود، خاصة كفركلا والخيام، قال إن «حزب الله» حوّل جميع البلدات على طول المناطق الحدودية إلى مواقع عسكرية له وأقام فيها ترسانة ضخمة من الصواريخ ويستخدم البيوت خنادق وتحصينات. وعناصره يتجولون على مدار اليوم بملابس مدنية ويقتربون من الحدود». وقال هيرش: «إسرائيل تراقب عن كثب ما يحصل في الطرف الآخر من الحدود والواضح أن ترسانة الصواريخ المقدرة بعشرات الآلاف التي تزود بها حزب الله لن تستخدم للاستعراضات العسكرية إنما لهدف واضح في مواجهة إسرائيل». وحمل الجيش اللبناني مسؤولية ما اعتبرته التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية التي عرضها خرقاً للقرار 1701 «بسبب سماحه ل «حزب الله» بإغراق بلدات الجنوب بالأسلحة واقتراب عناصره من الحدود». واعتبر هيرش أن «حزب الله» هو «التنظيم الإرهابي الوحيد في العالم الذي يحظى بدعم ثلاث دول أعضاء في الأممالمتحدة وهي لبنان وسورية وإيران وهذه حالة خاصة في العالم وهو أمر خطير ولا يجوز قبوله». وبحسب التقارير الإسرائيلية التي عرضها هيرش، فان الخطر لا يقتصر على «حزب الله، إنما لسورية دور كبير»، وقال: «صحيح أنه لا توجد حرب مباشرة بين سورية وإسرائيل لكن سورية نقلت حربها مع إسرائيل إلى لبنان عبر الدعم الكبير الذي تقدمه لحزب الله ولتحالفها مع إيران وبعدما تحولت سورية إلى ممر للأسلحة إذ تقوم إيران من خلالها بتزويد وكلائها في المنطقة بأسلحة ومعدات قتالية ضخمة». وبرأي هيرش، فان «الأوضاع التي تشهدها سورية اليوم تدفع إسرائيل إلى المطالبة بنشر قوات دولية لا كمراقبين إنما كقوات ردع». وأنهى رسالة بلاده إلى المجتمع الدولي: «نراقب ما يحدث في لبنان وسورية عن كثب ورسل إيران في المناطق الحدودية يهددون أمن سكان إسرائيل لكننا لن نسمح بوضع كهذا وإسرائيل باتت مستعدة لأي وضع مهما كانت خطورته». وجاء حديث هيرش في وقت يستغل رئيس أركان الجيش بيني غانتس الاحتفالات الداخلية لجيشه في ذكرى تأسيس إسرائيل ليكرر أن جيشه «بات مستعداً لمواجهة مختلف السيناريوات المتوقعة في أعقاب التحديات المتزايدة والتي باتت أكثر خطورة على أمن إسرائيل». ورأى أن احتمال نشوب حرب شاملة، في ظل تطورات المنطقة، «بات أكبر من أي وقت مضى». اجتماع في رأس الناقورة لتجنب توتر في لبنان، أعلن قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) اللواء باولو سيرّا عن اجتماع ثلاثي خاص يعقد اليوم «مع كبار ضباط القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة»، موضحاً أن «البحث سيتركز على قضية واحدة، وهي أعمال شق طريق دورية للجيش الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا وضرورة الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة». وشدد سيرّا على «أن الحفاظ على الهدوء على طول خط الانسحاب هدف أساس من ولاية يونيفيل». وأكد أن «موافقة الطرفين على عقد الاجتماع الخاص يدل على حسن النية وعلى الأهمية التي يعلقها كلا الطرفين على إبقاء الوضع في المنطقة تحت السيطرة وتجنب أي زيادة في حدة التوتر». وأمل في أن يتوصل الاجتماع إلى «فهم كامل حول كيفية تخفيف حدة التوتر وتجنب التصعيد».