لقد كانت رحلتي من إحدى الدول مقبلة إلى الرياض، وكانت رحلة الخطوط السعودية ممتازة وأقلعت في وقتها، وتمت الإجراءات في مطار تلك الدولة الآسيوية خلال دقائق تجعل المسافر يسرع في الدخول إلى صالات المطار لما يحتويه من خدمات ومرافق جميلة، فأنت تحس كأنك في مدينة صغيرة منظمة تحصل على ما تريد بكل سهولة، وإن ضللت طريقاً فهناك مراكز المعلومات التي تنتشر في أنحاء المطار والمزودة بالكوادر البشرية والفنية التي تقدم المساعدة بكل ترحاب للمسافرين، وهناك قطارات بين الصالات تستخدم للتنقل إلى بوابات الإقلاع، وكلها موضحة بلغات عدة، وهذه الدولة التي توجد بها هذه المرافق لا يمكن مقارنتها بالمملكة من حيث القوة الاقتصادية والبشرية، ولكن المسألة ليست هكذا دائماً، فالتخطيط والأنظمة وتطبيقها وتدريب الكوادر البشرية هي من يُعمل الفرق في حال نجاح أي مطار في أي دولة في العالم بأداء دوره المفروض الذي يجمع بين الناحية العملية والترفيهية والجمالية الذي يعتبر الواجهة الحقيقية لأي دولة في العالم. بعد الوصول إلى مطار الملك خالد على هذه الرحلة الطويلة استبشرنا خيراً أن إجراءاتنا ستتم بكل سهولة وسلاسة، ولكن الجميل لا يكمل، مع الأسف، لدينا، وللحق فإن الرحلة التي كانت مملوءة في معظمها من العوائل السعودية العائدة من موسم الهروب من السياحة الداخلية، فلقد تمت إجراءاتنا في الجوازات في وقت قياسي، وهذا يحسب لهذه الإدارة، ولكن بعد الجوازات اتجهنا إلى منطقة استلام حقائبنا، التي كانت في الماضي تتم بسرعة وانسيابية، ولكن الوضع تغير للأسوأ، إذ جفت الحلوق وتعبت الأرجل من الوقوف وتساقطت الأجسام من الانتظار لهذه الحقائب اللعينة التي لم يظهر لها أثر يذكر، والكل يهمس للآخر عن سبب التأخير في هذا الانتظار الممل لأمتعتنا، واستمر انتظارنا على تلك الحال مدة تصل إلى نحو ساعتين، تخيل رحلة زمنها سبع ساعات تحتاج إلى ساعتين حتى تصل أمتعتك، والغريب أنه لا يوجد أحد من الخطوط السعودية للتحدث معه عن هذه المشكلة، فقط يوجد عمال أجانب ينظرون مثلنا إلى مخرج الحقائب الصامت والمضرب عن توصيل حقائبنا، ومن الواضح أنهم لا يملكون الإجابة عن تساؤلات الركاب عن سبب تأخير حقائبهم. ومع وصول رحلات أخرى إلى صالة القدوم الدولية ظهرت مشكلة ازدحام كبيرة تدل أن هناك خللاً في المطار من حيث أدائه لدوره، فإما أن الزمن قد تعداها وأنه يحتاج إلى توسعة ضرورية وعاجلة، وهي التي نسمع عنها منذ زمن، ولكن لا نشاهد ترجمة لها على أرض الواقع، أو أن هناك مشكلة أزلية سنعاني منها في الأعوام المقبلة بشكل كبير، فالصالة كئيبة جداً، فلا يوجد بها مطاعم ولا مقاعد انتظار كافية لمن أتعبهم السفر والانتظار، فنحن لا نطالب بخدمات خرافية فقط نريد أن يكون مطار عاصمتنا بوابة جميلة تعكس صورة بلدنا، كما في كل بلدان العالم، ولكن ما نشاهده، خصوصاً في موسم الهجرة والقدوم، يدل على أننا لا نملك رؤية واضحة لما يجب أن تكون عليه مطاراتنا، والغريب أننا نقرأ على طول العام عن وفود من الجهات المسؤولة تسافر شرقاً وغرباً للاطلاع على مطارات وتجارب ناجحة لبعض مطارات العالم، ولكن يبقى التطبيق والشروع في نقل تلك التجارب. بعد وصول حقيبتي الوحيدة اتجهت إلى مكتب خدمات العفش التابع للخطوط السعودية والمكتظ بالموظفين، وعند السؤال عن سبب هذا التأخير في وصول عفش الركاب، ذكر لي أحدهم بكل صراحة يشكر عليها أن ذلك بسبب تعطل تسع من الرافعات التي تنقل الحقائب من المنطقة السفلى إلى العالي في صالة الوصول، وأنهم كتبوا ونقلوا للإدارة هذه الشكوى ولكن لا حياة لمن تنادي، وذكر أننا محظوظون لأن انتظارنا كان فقط ساعتين لأن هناك بعض الرحلات ينتظر ركابها أكثر من ثلاث ساعات لاستلام أمتعتهم. نأمل أن يكون هناك مراقبة دورية، وحبذا أن تكون أسبوعية على الخدمات في المطار والسرعة في معالجتها والبعد من تشكيل اللجان لمعرفة القصور في مطار عاصمتنا الحبيبة. [email protected] @akalalakl