أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمس (الجمعة) بتنفيذ توسعة الحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة، على أن تنفذ على ثلاث مراحل، بحيث تستوعب المرحلة الأولى منها أكثر من 800 ألف مصل، وكذلك المرحلتان الثانية والثالثة من التوسعة. وأعلن وزير المالية إبراهيم العساف أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمر بتنفيذ توسعة كبرى للحرم النبوي الشريف في المدينةالمنورة، امتداداً لحرصه وجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، والتي كان آخرها تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام بمكةالمكرمة، وهو ما سيؤدي إلى تقديم خدمة جليلة لزوار مسجد رسول الله. وأوضح العساف - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف سينفذ على ثلاث مراحل، تتسع المرحلة الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصلٍّ، كما ستتم في المرحلتين الثانية والثالثة توسعة الساحتين الشرقية والغربية للحرم بحيث تستوعب 800 ألف مصلٍّ إضافي. وأضاف: «أن هذه التوسعة تأتي مكملة للمشاريع الأخرى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للتيسير على الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله، ولا سيما التوسعة الحالية للمسجد الحرام، والمسعى، وجسر الجمرات، ومشروع إعمار مكةالمكرمة، وقطار الحرمين، وبوابة مكةالمكرمة (مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة)». أربعة بلايين و700 مليون ريال وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمر أثناء زيارته إلى المدينةالمنورة بعد توليه الملك باعتماد استكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف، بكلفة إجمالية بلغت أربعة بلايين و700 مليون ريال، تشمل - بحسب بوابة الحرمين الشريفين الإلكترونية التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي - ما يأتي: تركيب 182 مظلة تغطي جميع ساحات المسجد النبوي، وذلك لوقاية المصلين والزائرين من حرارة الشمس ومخاطر الأمطار، مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة وتفتح آلياً عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً، يستفيد منها أكثر من 200 ألف مصلٍ. تنفيذ الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف، وتبلغ مساحتها 37 ألف متر مربع وتستوعب أكثر من 70 ألف مصلٍ، وأسفل منها مواقف للسيارات والحافلات تستوعب 420 سيارة، وكذلك 70 حافلة كبيرة (باصات كبيرة)، كما تشمل الأعمال المنفذة تنفيذ دورات مياه مخصصة معظمها للنساء، ومواقف مخصصة لتحميل وإنزال الركاب من الحافلات والسيارات. تنفيذ مداخل ومخارج مواقف السيارات بالمسجد النبوي، ويشمل ذلك تنفيذ ثلاثة أنفاق لربط مواقف السيارات بطريق الملك فيصل (الدائري الأول). التوسعة في عهد الملك المؤسس يذكر أن المسجد النبوي الشريف لقي عناية عظيمة خلال العهد السعودي، فعندما تولى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حكم المملكة، قام بأول زيارة إلى المدينةالمنورة في شعبان عام 1345ه للصلاة في مسجد رسول الله، ثم النظر في شؤون المسجد النبوي، فلاحظ تصدعات في بعض العقود الشمالية للمسجد، وتفتت بعض حجارة الأعمدة، فأصدر أوامره بإصلاح وترميم المسجد، وأجريت إصلاحات في أرضية الأروقة المحيطة بالصحن، وبعض الأعمدة بالأروقة الشرقية والغربية من الصحن، وكذلك إصلاح التشققات التي ظهرت في دهان الحجرة النبوية الشريفة. ولما نما إلى علم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أن الناس يشعرون بالضيق الشديد أيام المواسم، أصدر أمره السامي بإجراء العمارة والتوسعة لمسجد رسول الله، وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات من دون قيد أو شرط، مع توسيع الطرق التي حول المسجد. وأعلن في خطاب وجهه إلى المسلمين في كل مكان عزمه على توسعة المسجد النبوي. وبناءً عليه، فقد تم افتتاح مكتب خاص بمشروع التوسعة يضم 50 موظفاً يقومون بالأعمال الإدارية والحسابية والهندسية وغيرها، مما يلزم لإنجاز المشروع على أحسن وجه. وتمت إقامة مصنع في «آبار علي» لعمل الأحجار الصناعية اللازمة للبناء، وزُوِّدَ المصنع بالمهندسين والمتخصصين، وبلغ عدد عماله 400 عامل. أما المهندسون الذين كانوا يباشرون العمل في المسجد النبوي في ذلك الوقت فكانوا 14 مهندساً، يعمل معهم في البناء 1500 عامل، علاوة على 200 صانع فني. ووفرت حكومة المملكة كل ما يلزم لإنجاز المشروع من سيارات وآلات متنوعة، وتم نقل مواد البناء اللازمة بالبواخر. وكان ميناء ينبع يستقبل هذه البواخر، وبلغ عددها ما يزيد على 30 باخرة، وزاد مجموع ما حملته من المواد على 30 ألف طن، ونقلت هذه المواد إلى مقر العمل في المسجد النبوي الشريف عن طريق البر بواسطة السيارات والآلات العاملة بالمشروع. وفي اليوم الخامس من شهر شوال1370ه، أقيم احتفال كبير برئاسة أمير المدينةالمنورة آنذاك الأمير عبدالله السديري، قرئ فيه المرسوم الملكي باعتماد توسعة الحرم النبوي من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وبعد انتهاء الاحتفال خرج المجتمعون من الحرم لمشاهدة أول مرحلة من مراحل المشروع.