قدم الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي استقالته أخيراً من مناصب عدة كان يشغلها في قطاعات تابعة لوزارة الثقافة المصرية، احتجاجاً على اتجاه وزير الثقافة المصري جابر عصفور إلى اسناد منصب رئيس تحرير مجلة «إبداع» إلى شخص آخر غير حجازي الذي يشغله منذ ما يزيد على عشرين عاماً. وقال حجازي في خطاب الاستقالة الذي رفعه الى الوزير إنه يستقيل من منصب رئيس تحرير «إبداع» ومن عضويته في المجلس الأعلى للثقافة ولجنة الشعر التابعة للمجلس نفسه ورئاسته مجلس أمناء «بيت الشعر». وعلى رغم أن خطاب الاستقالة يحمل تاريخ الخامس من الشهر الجاري، إلا أنه لم يتسرب إلى الإعلام إلا بعد نحو أسبوعين من هذا التاريخ، ما يشير إلى أنه ربما كانت هناك جهود تبذل في الكواليس إما لإثنائه عن الاستقالة، أو لإقناع وزير الثقافة بالعدول عن فكرة تعيين رئيس تحرير جديد لمجلة «إبداع» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة. وكان حجازي (من مواليد 1935) استقال قبل نحو عام من رئاسة تحرير مجلة «إبداع» ومن رئاسة مجلس أمناء «بيت الشعر» احتجاجاً على تولي علاء عبد العزيز منصب وزير الثقافة على اعتبار أن ذلك يصب في «أخونة الثقافة»، ثم عدل عن الاستقالة بمجرد الاطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين وعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفاز حجازي قبل تلك الواقعة ببضعة أشهر بأرفع جائزة تمنحها الدولة وهي جائزة «النيل»، والتي كانت تسمى قبل ثورة 25 يناير 2011 ب «جائزة مبارك»، وأحاطت بذلك الاستحقاق الشكوك على اعتبار أن الفائز هو عضو في اللجنة التي تختار الفائزين، وإن انسحب من جلسة التصويت على ترشيحه ليعود مجدداً إليها بمجرد إعلان فوزه. وأعاد ذلك إلى الأذهان واقعة حصول حجازي على جائزة «ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي» في 2009 فهو كان مقرر الملتقى، ومقرر لجنة الشعر التي جرى اختيار غالبية لجنة التحكيم من أعضائها، ومن ثم فإنه في واقع الأمر منح نفسه الجائزة التي حصل عليها في الدورة الأولى الشاعر الراحل محمود درويش. أما خطاب الاستقالة الذي قدمه حجازي إلى الوزير جابر عصفور، فتسرب إلى وسائل الإعلام عبر صفحة الكاتب أشرف عبد الشافي على موقع «فيس بوك»، وعكست التعليقات عليها شعوراً بالارتياح في الوسط الثقافي المصري الذي طالما اشتكى من «أبدية» ترؤس حجازي لتحرير مجلة «إبداع». وتردد أن الوزير جابر عصفور أقرَّ لائحة جديدة تنظم اختيار هيئات تحرير المجلات التي تصدرها وزارة الثقافة عموماً والهيئة المصرية العامة للكتاب بخاصة، وتنص على ألا يتجاوز سن رئيس التحرير الستين عاماً وألا يمكث في منصبه أكثر من أربعة أعوام. وتردد أن بين المرشحين لمغادرة مواقعهم، صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة «القاهرة»، ليذهب المنصب إلى سيد محمود، وفق توقعات لم تحسم بعد.