بعد احتفال «الحركة الأدبية» في مصر في يونيو الماضي بسبعينية الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر؛ وإقامة ندوة «شعبية» له في أتيليه القاهرة (ملتقى المثقفين والفنانين في وسط العاصمة) لتكريمه كقامة شامخة من قامات الشعر العربي ورمز من رموز تحديث النص الشعري وتثويره على مدار حوالي نصف قرن، قرر المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة الاحتفال بالشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي أحد رواد قصيدة الشعر الحر (الحديث) في مصر بمناسبة بلوغه سن السبعين. وقد أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور عن بدء الإعداد لاحتفالية حجازي «الرسمية» التي ترعاها وزارة الثقافة المصرية، حيث تشكلت لجنة فرعية عن لجنة الشعر بالمجلس لترتيب برنامج الاحتفالية بمشاركة كل من النقاد والشعراء محمد إبراهيم أبو سنة وحسن طلب وحلمي سالم والدكتور محمد حماسة عبد اللطيف وفؤاد طمان. وقد وجهت الدعوة إلى عدد من المبدعين والباحثين للمشاركة في الاحتفالية التي تتضمن ندوات وجلسات بحثية لتحليل تجربة حجازي الشعرية المتميزة، ودوره في تأصيل الشعر الحديث في مصر، وخوضه الكثير من المعارك في مواجهة رموز القصيدة التقليدية في خمسينيات القرن الماضي وعلى رأسهم عباس محمود العقاد الذي كان يوصي عادة بحكم موقعه الرسمي بإحالة قصائد الشعر الحر إلى «لجنة النثر» باعتبارها ليست شعراً. كما تتضمن الاحتفالية أمسية شعرية لقراءة مختارات من دواوين حجازي المختلفة، فضلاً عن إصدار كتاب يشتمل على مختارات شعرية له وأبرز الأبحاث التي تجري مناقشتها في الندوة. والشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي من مواليد محافظة المنوفية في عام 1935 (وهي المحافظة التي ولد فيها أيضاً محمد عفيفي مطر في العام ذاته)، وقد عمل مديراً لتحرير القسم الثقافي في مجلة «روز اليوسف»، ثم أستاذاً لمادة الشعر العربي الحديث في جامعة باريس، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة «إبداع» التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، ويكتب مقالاً أسبوعياً في صحيفة الأهرام، ومن دواوينه: «مدينة بلا قلب» (1959)، «أوراس» (1959)، «لم يبق إلا الاعتراف» (1956)، «مرثية للعمر الجميل» (1972)، وغيرها. ومن بين ما يراه حجازي بشأن الشعر المطروح حالياً في مصر أن هناك «وجوداً باهتاً» للحركة الشعرية المصرية، وأن هذا لا يعني عدم وجود شعراء، فهناك فرق بين وجود الشاعر ووجود الحركة، فقد يكون هناك ألف شاعر لكن لا توجد «حركة»، فالشعراء متفرقون، كل واحد يعمل بمفرده، ولا يكاد يوجد عقل ولا منطق للعمل الشعري. ويشار إلى أن الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافة قد أقام مؤخراً احتفالاً خاصاً «في منزله» للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي لبلوغه سن السبعين، حضره عدد محدود من المبدعين وأصدقاء الشاعر.