في أول رد فعل على تولّي الناقد المصري جابر عصفور حقيبة وزارة الثقافة الأسبوع الماضي، أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق إستقالته قبل بدء التصويت على جوائز الدولة في حضور عصفور. وتمنح جوائز الدولة سنوياً في مجالات الآداب والفنون والعلوم الإجتماعية بعد تصويت سري. وعمل عصفور أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة نحو عشر سنوات، ثم أصبح وزيراً للثقافة خلال الإنتفاضة الشعبية الحاشدة التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 شباط (فبراير) 2011، لكنه قدم إستقالته قبل خلع مبارك بيومين إثنين "لأسباب صحية" كما أعلن آنذاك. وقوبل إسناد وزارة الثقافة لعصفور للمرة الثانية، بردود فعل متباينة بين موافق يراه من رموز التنوير، ومعارض يعتبره من رموز نظام مبارك الذي استهدفت ثورة كانون الثاني 25 (يناير) 2011 إغلاق صفحته. وقال توفيق لعصفور في الإستقالة "يؤسفني إبلاغكم بأنني لا أرغب في العمل تحت رئاستكم بصفتي نائباً لكم أو بأي صفة أخرى تربطني بوزارة الثقافة. لذلك، أعلن إستقالتي من أمانة المجلس" ومن مناصب أخرى منها عضويته في مجلس أمناء "بيت الشعر" التابع للوزارة. وتطرق نص الإستقالة إلى الإحتجاجات المليونية التي اندلعت يوم 30 حزيران (يونيو) 2013، وأنهت حكم جماعة "الإخوان المسلمين". فقال توفيق "وقد يبدو في ظاهر الأمر أننا إزاء وزارة جديدة ولكن المتأمل الفطن لحقائق الأمور سيكتشف أننا إزاء نظام شكلي جديد يستخدم نفس أدوات نظام +الإخوان+ من إقصاء الآخرين المختلفين وتمكين الأتباع الموالين... ما أشبه اليوم بالبارحة". وجرت العادة أن يدير عملية التصويت على جوائز الدولة سنوياً الوزير باعتباره رئيس المجلس الأعلى للثقافة والأمين العام للمجلس الذي انصرف بعد إعلان إستقالته وحل مكانه رئيس أكاديمية الفنون الأسبق فوزي فهمي. وقال عصفور بعد انتهاء التصويت على الجوائز، "لم تمثل (الإستقالة) عقبة في الإجتماع" رافضاً التعليق على مضمونها قائلاً إنه لم يقرأ "نص الإستقالة".