الفكر الاحترافي لا يتقيد بالموهبة والراتب والتمارين والمباريات، بل يرتبط بثقافة اللاعب وعقليته الاحترافية المثالية في كل جوانب حياته، إذ ان فكر اللاعب الاحترافي يرتبط بمدى قدرة اللاعب على التكيف مع الاحتراف بكل جوانبه النوم والتغذية والتمارين والذكاء الفطري، إضافة للموهبة والإبداع والانضباط ونكرر الانضباط ونضع تحتها ألف خط. كل ما سبق مقدمة لكشف عقلية اللاعب السعودي الاحترافي، فاللاعب السعودي كمثال إذا تعرض لإصابة تستدعي عملية جراحية لا يتقيد بالبرنامج المهم بعد الجراحة، ويستعجل العودة للملاعب وهذه هي الطامة الكبرى. قبل مونديال كأس العالم في اليابان تعرض اللاعب عبدالله الشيحان للرباط الصليبي ووجد عناية ورعاية من القيادة الرياضية وتمت الجراحة لكن اللاعب بعقليته الاحترافية المحدودة استعجل العودة للملاعب وأصر على ذلك على رغم تقارير الجهاز الطبي للمنتخب التي أوصت باستبعاده من المنتخب ليستكمل برنامجه، ولكن اللاعب أصرّ على العودة بطريقته الخاصة، فذهب للبحرين ثم للهلال ثم للرياض ثم للرائد من دون الاهتمام بصحته، وخسرنا لاعباً موهوباً كان من الممكن أن يكون لنجوميته بصمة في مشواره الرياضي . على الجانب الآخر، وكمثال تعرض لاعب نادي الشباب كماتشو للإصابة نفسها العام الماضي مع بداية الموسم، فغادر لبلاده وأجرى الجراحة، وكان برنامج عودته نموذجاً يجب أن يستفيد منه أي لاعب سعودي، إذ ركّز على تنفيذ برنامج الإعداد والتأهيل بعد الإصابة بدقة متناهية، وكان يذهب للنادي صباحاً، وينفذ البرنامج من دون إشراف أو متابعة من أحد، فعاد في الوقت المناسب وأسهم في ظهور فريق الشباب في نهاية الموسم بالفريق الرائع بوجود صانع ألعاب ماهر يصنع، ويسجل ويفعل كل شيء في الملعب. سعد الحارثي نجم نادي النصر كنجم دولي هام تعرض للإصابة نفسها فتنقل من دكتور إلى دكتور ومن عيادة لأخرى، وكأنه أول لاعب يتعرض لمثل هذه الإصابة، وعاد من بريطانية مع بداية التحضير مستعجلاً العودة، ولأن أصوات جماهير الشمس دفعته للعودة مختصراً الفترة التأهيلية المفترضة، فكانت النتيجة تعرضه لألام في الموضع نفسه قد تأخر عودته للملاعب، بل قد تفقده مشاركة فريقه ومنتخب بلاده موسم آخر . اللاعب أحمد عطيف واحد من أبرز نجوم الموسم الماضي، وكان في طريقه للاحتراف الخارجي لتوافر مواصفات فنية عدة تمنحه حق تحقيق هذا الحلم، تعرض للإصابة وذهب لإجراء العملية، وسيكون أمامه فترة تأهيل مهمة للغاية، بل يجب عليه أن يعرف ماذا كان يفعل زميله بالفريق نفسه اللاعب كماتشو، ويقتدي به إذا أراد العودة للملاعب بالقوة نفسها وبالمستوى نفسه وأفضل إن شاء الله. عقلية اللاعب السعودي الاحترافية لا تزال بحاجة للتنوير وبحاجة لفهم معنى الاحتراف بكل جوانبه. ولا يزال هناك قصور في العمل الإداري والطبي في الأندية السعودية ويجب أن نعترف بذلك إذا أردنا أجواء رياضية احترافية بمعنى الكلمة. [email protected]