فوجئ والد الطفل صلاح محمد إبراهيم (مصري الجنسية) بإجراء ثلاث جراحات متتابعة في مستشفى خاصة لابنه، الذي أصيب ب «التهاب الزائدة الدودية»، ولم يفصح الأطباء الذين أجروا الجراحة عن أسباب تكرارها. وبدأ صلاح الدخول في سلسلة من المراجعات المتكررة من فحوص وتصوير إشعاعي مع إصابة ابنه بعدد من التقلبات والتغيرات الصحية التي أدت إلى طول مكثه في قسم العناية المركز مدة طويلة والاكتفاء بتنفيذ تعليمات الطبيب وشراء الأدوية مرتفعة الثمن. ويشرح محمد إبراهيم (والد المريض) ل«الحياة» تفاصيل القصة: «بعد دخول ابني إلى المستشفى (خاص) قرر الأطباء بعد التشخيص إجراء جراحة لاستئصال الزائدة الدودية وكان ذلك في تاريخ 13-6-2009»، موضحاً بأن إجراءها تم في اليوم التالي. ويضيف: «خرج ابني من المستشفى الثلثاء 16-6-2009، وأبلغنا الأطباء بانتهاء مدة تنويمه، إلا أننا فوجئنا بعد عودتنا من المنزل بأن درجة حرارته عاليه ويشكو من آلام شديدة داخل البطن وتحديداً في موضع الجراحة»، مؤكداً أن الطبيب طمأنه على الوضع وأوصاه بتناول المسكنات والمضادات الحيوية عندما أخبره بارتفاع درجة الحرارة والآلام المفاجئة. ويتابع والد المريض: «في اليوم التالي لخروج ابني من المستشفى اشتد الألم وارتفعت حرارته مجدداً حتى وصلت إلى 39 درجة فقمت على الفور بالذهاب به إلى قسم الطوارئ التابع للمستشفى نفسه وبعد إجراء الفحص والتحاليل اللازمة للدم والبول أبلغني الطبيب المناوب بأن حالته مستقرة بعد أن حقنه بخافض الحرارة الوريدي مع محلول وكتب لي وصفة طبية هي كبسولات أدول وعُدت إلى المنزل ولم يتمكن الولد من النوم طوال الليل». لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قرر الأطباء إعادة تنويم صلاح بعد إجراء جراحة الزائدة الدودية، وكان ذلك على إثر ارتفاع آخر حاد في درجة الحرارة التي وصلت إلى 40 درجة واستمرارها على هذا الارتفاع خمسة أيام، ولم تنخفض عنها إلى اقل من 38 درجة، إضافة إلى وجود تجمع للسوائل في موضع الجراحة. ولا يخفي والد الطفل أن رحمة الله قبل كل شيء أنقذت فلذة كبده من موت محقق، «في ظل الإهمال الذي لقيه ابني كان من الممكن أن يحدث ما لا تحمد عقباه»، لافتاً إلى أن سوء الرعاية الصحية وعدم نظافة أدوات الجراحة كانا السبب الحقيقي في إصابة ابنه بتلوث دموي في منطقة البطن. بعد معاناة جسدية ونفسية أجريت للطفل صلاح جراحتين لاستئصال التجمع الدموي في البطن، إذ جرى سحب السائل المتجمع في البطن، وبعد ذلك كان للطفل موعد مع معالجة التصاق الأمعاء في مكان إجراء الجراحة. لم تكتمل فرحة أسرة المريض، ولا سيما والده، الذي أرهقته المراجعات وأربكته الحال الصحية لابنه، إذ كان على موعد مع هم آخر يتمثل في كلفة الجراحة. ويوضح: «كلفة الجراحة الحقيقية يفترض أن تكون قليلة، ولا سيما أن الأمر في البداية لا يعدو كونه التهاب الزائدة الدودية، إلا أنني دفعت للمستشفى أكثر من 40 ألف ريال الله وحده يعلم كيف وفرتها»، مشدداً على ضرورة أن تتحمل المستشفى مسئولياتها وتعترف بأن الطبيب كان هو السبب في ما آل إليه الأمر. ويطالب المقيم بمحاسبة المستشفى ومعاقبة الطبيب الذي أجرى الجراحة وتسبب في تعرض حياة ابنه للخطر وعرضه للموت، وتعويضه عما لحق بابنه من آلام كاد يفقد حياته بسببها، موضحاً بأن عدداً من الحالات المشابهة تعرضت لما تعرض له ابنه.