طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّ مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي «أعداء» بلاده أمس، على التخلي عن «التكبّر والاستعلاء والتوقعات اللامنطقية»، فيما أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استعداد طهران لوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، إذا تسلّمت وقوداً نووياً مخصباً بتلك النسبة. أتى ذلك قبل ساعات من بدء جولة موسكو من المحادثات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي. ويرأس الوفد الايراني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، والدول الست وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وأكد خامنئي أن «الشعب الايراني الأبيّ، صامد ولن يتراجع، والغطرسة والاستكبار والمطالب غير المبررة، لن تحيده عن أهدافه». واعتبر لدى استقباله مسؤولين ايرانيين بارزين وسفراء دول اسلامية، أن «جذور كلّ مشاكل الشعوب، تكمن في هيمنة النظام الاستكباري علي العالم»، داعياً «أعداء النظام الى أن يعتبروا من التجارب الفاشلة في مواجهة الشعب الايراني المجاهد الصبور، وليعلموا أن التكبّر والاستعلاء والتوقعات اللامنطقية، لن تجدي نفعاً أمام شعب تعلّم الصمود والوحدة من القرآن، شعب عرف قدر نفسه». وحذر خامنئي من «سياسة أعداء الاسلام لتخويف الشيعة والسنة بعضهم من بعض»، معتبراً أن «الوحدة حاجة ماسة للعالم الاسلامي». وأضاف: «الذين لا يؤمنون بالإسلام، ولا يعرفون التشيّع ولا السنّة من الأساس، يبدون مخاوف من انتشار التشيّع، تلبية لأوامر الأجهزة التجسسية للمتسلطين، ويؤججون نار الفرقة». وأوصى «الشعوب المسلمة بالتعقّل والاتحاد والصمود»، معرباً عن «أمله بانتصار الأمة الاسلامية على أعدائها». وقبل ساعات من بدء جولة موسكو، نشرت الرئاسة الايرانية تصريحات أدلى بها نجاد لصحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ» الألمانية، لكنها لم تَرِدْ في نسخة المقابلة التي بثها موقع الصحيفة السبت الماضي. وورد في المقابلة أن «ايران اعلنت منذ البدء انها لن تخصّب بنسبة 20 في المئة، اذا تسلمت وقوداً نووياً مخصباً بتلك النسبة من دول اوروبية». وأضاف في اشارة الى الغربيين: «إن أعطونا ضمانات بأنهم سيزودون مفاعلاتنا بوقود مخصب بنسبة 20 في المئة، لن تكون هناك مشكلة». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علي لاريجاني فشدد على أن بلاده «وضعت حلولاً كثيرة أمام الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) خلال محادثات الجانبين، مضيفاً: «لدينا قدرة على المناورة في هذا المجال، على رغم أنني أعتقد بوجوب الامتناع عن إعطاء هذه القضية (المحادثات) قدراً من الأهمية، بحيث يتصوّر الغربيون أن في إمكانهم فرض شيء على الايرانيين». «كومرسانت» وأوردت صحيفة «كومرسانت» الروسية ان الدول الست ستقترح على ايران تسوية مفادها أن تخفّض الأخيرة مستوى تخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز، من 20 الى 3.5 أو 5 في المئة، وتجمّد كلّ نشاطات التخصيب في منشأة فردو، أو تغلقها، في مقابل السماح لها بتحويل اليورانيوم المخصب المتوافر لديها (145 كيلوغراماً)، إلى وقود يُستخدم في تشغيل مفاعل البحوث الطبية في طهران. وأضافت «كوميرسانت» أن المجتمع الدولي سيرفع العقوبات على إيران، بمجرد تنفيذها بنداً من بنود الخطة المقترحة. ونقلت عن مصادر ديبلوماسية إن فشل محادثات موسكو سيعني أن «تشديد العقوبات على طهران سيكون حتمياً، واللجوء الى القوة العسكرية سيصبح حقيقة». واعتبر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن «إسراع ايران بإقناع المجتمع الدولي بالطابع السلمي لبرنامحها النووي، سيعجّل الاعتراف بحقها في امتلاك طاقة نووية سلمية». وقال قبل بدء جولة موسكو: «علينا البدء بإعادة بناء الثقة المتبادلة، وهذا يعني الحديث عن تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو والتخصيب بنسبة 20 في المئة في شكل عام». وزاد أن «الأطراف يتحدثون عن الرزمة ذاتها من المسائل، والمطلوب إيجاد نموذج مناسب لتسويتها». إسرائيل الى ذلك، كرر موشيه يعالون، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، تأكيده أن الدولة العبرية «قد تجد نفسها أمام معضلة الاختيار بين قنبلة (ايران)، أو أن تقصفها». وأضاف: «إن كان ذلك هو الخيار، يصبح قصف (ايران) أفضل من قنبلة (تملكها)، وآمل بألا نواجه هذه المعضلة». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي بارز إن «الولاياتالمتحدة ودولاً كبرى أوضحت أنها لا تنوي التزحزح عن اقتراح قُدّم (للإيرانيين خلال جولة) بغداد، وأبلغتنا أنها لا تنوي عقد محادثات من أجل المحادثات، وأنها لا تخاف انهيارها، إذ يجب إثارة أزمة، لتحقيق تقدّم أحياناً». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن تحقيقاً أجرته دول عدة، أفاد بتورط ايران بهجمات استهدفت ديبلوماسيين إسرائيليين في تايلاند وجورجيا والهند في شباط (فبراير) الماضي.