طهران، برلين - رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» - جددت ايران تأكيدها أنها ستُخصّب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة على اراضيها، اذا فشلت المفاوضات لتخصيبه في الخارج والتي بدأت مع فرنساوروسيا والولايات المتحدة في فيينا أمس، في وقت اعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون توافق واشنطنوموسكو على ضرورة مناقشة اتخاذ إجراءات اضافية ضد طهران، إذا فشلت التسوية الديبلوماسية لملفها النووي. وبدأ سفراء الدول الأربع في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحضور خبراء من الوكالة، مفاوضات في فيينا في جلسات مغلقة يمكن ان تستمر يومين. وكانت ايران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) توصلت لاتفاق «مبدئي» في جنيف في الأول من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، حول تسليم طهران جزءاً من اليورانيوم المخصب بنسبة اقل من خمسة في المئة الذي تملكه الى دولة ثالثة، للحصول في المقابل على يورانيوم مخصب بنسبة 19.75 في المئة لتشغيل مفاعل للبحوث الطبية في العاصمة الإيرانية ينتج نظائر مشعة للعلاج الطبي (وخصوصاً السرطان) ويخضع بالكامل لمراقبة الوكالة الذرية. ويُفترض ان تحدد الدول الأربع طرق نقل هذا اليورانيوم الإيراني الى مصانع متخصصة في روسياوفرنسا. وتفيد ارقام الوكالة الذرية بأن ايران جمعت نحو 1500 كيلوغرام من اليورانيوم القليل التخصيب في منشأة ناتانز. في غضون ذلك، قال الناطق باسم «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي شيرزاديان ان طهران «ستواصل تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5 في المئة، لكن اذا لم تسفر المفاوضات عن النتيجة التي تريدها إيران، سنبدأ نشاطاتنا لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة ولن نتخلى ابداً عن حقنا». وأضاف: «نحتاج إلى ما بين 150 إلى 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 19.7 في المئة لمفاعل طهران، وليس من المجدي اقتصادياً انتاجه في إيران». ونفى شيرزاديان «في شكل قاطع» معلومات أفادت بأن ايران تقبل التخلي عن تخصيب اليورانيوم، من خلال مشاركتها في مفاوضات فيينا. وقال ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اقترح تسليم يورانيوم مخصب بنسبة اقل من 5 في المئة الى دولة ثالثة، للحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة. وتابع: «بهذا الاقتراح، لا تريد ايران سوى خفض التكاليف وإثبات أرادتها في التفاهم مع الدول الأخرى، لكن هذا لا يعني وقف التخصيب في ايران او نقل نشاطات التخصيب الى خارج البلد». واعتبر ان «توفير الوقود لمفاعل طهران، يشكل اختباراً جيداً لمعرفة ما إذا كان الغرب يتعامل بصدق مع إيران». الى ذلك، اكدت كلينتون وجود اتفاق مع الكرملين على اسلوب التعامل مع الملف النووي الإيراني، على رغم فشلها في الحصول على تعهد من موسكو حول فرض عقوبات اضافية على إيران، خلال زيارتها لروسيا الأسبوع الماضي. وقالت في مقابلة للطبعة الروسية من مجلة «نيوزويك» نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية: «اتفقنا على جعل الديبلوماسية أولوية مع إيران. لكن إذا لم ننجح، سنبحث خطوات أخرى». ووصفت محادثاتها مع القادة الروس بأنها «بناءة جداً»، مشددة على أن البلدين «على اتفاق كامل» حول كيفية المضي قدماً في هذا الشأن. وقالت كلينتون أيضاً إنها متأكدة من أن روسيا لم تسلّم ايران صواريخ متطورة من طراز «اس 300»، معتبرة ذلك «مؤشراً طيباً».