ضبط إثيوبي في جازان لترويجه (8) كجم "حشيش"    سعود بن نهار يطلق ملتقى الورد والنباتات العطرية في نسخته الأولى    الإرهاب الإسرائيلي يعزل رفح ويتوسع عسكريا في غزة    محادثات أمريكية إيرانية تعيد فتح باب التفاوض النووي    الجابون تنتخب رئيسا جديدا في أول اقتراع منذ انقلاب 2023    أمير تبوك يعزي أبناء جارالله القحطاني في وفاة والدهم    تعثر جديد لآرسنال بتعادل مخيب أمام برينتفورد في الدوري الإنجليزي    جامعة الملك خالد تستعرض ابتكاراتها في المعرض الدولي للتعليم EDGEx    نقاط ثمينة    الفيحاء يتغلب على القادسية بثنائية في دوري روشن للمحترفين    تحفيز ودعم منظومة العمرة والزيارة    طريف الأدنى في درجات الحرارة    ميداليتان لجامعة الباحة    "الحياة الفطرية" تؤكد: جراء الذئاب الرهيبة المعلن عن ولادتها مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا    الإعلام الإيطالي يتحدث عن عرض الهلال لإنزاغي.. وموقف مدرب إنتر ميلان    حج 1446 الأخير في فصل الصيف لمدة 16 عاما    استعدادا للحج.. الداخلية تعلن إجراءات المحافظة على سلامة ضيوف الرحمن    تحت رعاية ولي العهد.. انطلاق مؤتمر مبادرة القدرات البشرية غدا    واشنطن تقرّر إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الجمركية    الصحة تدعو للمشاركة في أكبر فعالية مشي تُقام بالمملكة    الراجحي يتعرض لحادث في رالي باها الأردن    "المنافذ الجمركية" تسجّل أكثر من 890 حالة ضبط خلال أسبوع    انطلاق فعاليات معرض الشرق الأوسط للدواجن بنسخته الرابعة الاثنين المقبل بالرياض    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. جائزة الملك فيصل تكرّم بعد غدٍ الفائزين بها لعام 2025    وفد البرلمان العربي يزور مكتبة البيروني في طشقند    الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يؤكّد استمرار دعم الاتحادات الوطنية والإقليمية    جيسوس لا يستسلم: فارق ال 7 نقاط ليس كبيرًا    ضبط (18669) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل في مناطق المملكة خلال أسبوع    فريق صُنّاع التميز التطوعي ينفذ مبادرة "عساكم من عوّادة" بالتعاون مع جمعية الإعاقة السمعية في جازان    دعوى أمريكية تطعن في عقوبات ترامب على المدعي العام للجنائية الدولية    "فيفا" يطرح تذاكر إضافية لمباريات كأس العالم للأندية في أمريكا    رابطة العالم الإسلامي ترحب باعتماد اليونسكو قرارًا حول عواقب الوضع الراهن في قطاع غزة    انطلاق فعاليات مؤتمر القصيم الأول لطب الأسرة    انزلاق طائرة بعد هبوطها واصطدامها بسور مطار فاس في وسط المغرب    مشامر الجلوات السبع صناعة هندية وطقوس سعودية    هرمون التستوستيرون عند النساء    الجاسر ريادة المعرفة والتنوير في قلب الجزيرة العربية    أمين منطقة القصيم يلتقي مدير مكتب جمعية الوداد الخيرية بالمنطقة    شركة "لسان الميزان – محامون ومستشارون" تستقبل الدكتور محمد بادغيش في جازان    قطاع ومستشفى ظهران الجنوب يُفعّل "التوعية بالقولون العصبي"    مستشفى أحد رفيدة يُنفّذ فعالية "اليوم العالمي للصحة"    جامعة الأميرة نورة تمنح حرم خادم الحرمين الأميرة فهدة آل حثلين درجة الدكتوراه الفخرية في المجال الإنساني والأعمال الاجتماعية    مشروع الأمير محمد بن سلمان يُجدّد مسجداً عمره 13 قرنًا    في الخبر.."جوازك إلى العالم" تنطلق بالثقافة السودانية    الحياة الفطرية تُطلق 25 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    90 دولة تشارك بمهرجان الثقافات والشعوب    محافظ بيش ينقل تعازي سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه لذوي الطالب معاذ شيبة    محافظ الطوال يعزي أسرة المرحوم الشيخ عبدالرحمن بن حسين النجمي    كنوزنا المخبوءة    «السمان».. زائر موسمي للشمالية    الاحتلال يقتحم نابلس موسعا عدوانه بالضفة الغربية    ولادة ظبي رملي بمحمية الأمير محمد بن سلمان    الصين تنفي إرسال جنود للمشاركة في الحرب بأوكرانيا    حين يتصدع السقف    الحسد    سطوة المترهلين في الإدارة    أمير حائل يستقبل رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة بجمهورية العراق ووزير الحج والعمرة    النقل الإسعافي يستقبل 5 آلاف بلاغ بالمدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«جادة عكاظ» عوالم حالمة تمزج أصالة الماضي ببراعة الحاضر
نشر في الحياة يوم 24 - 07 - 2009

في شمال شرق مدينة الطائف، بين «الأتيداء والعبلاء والحريرة ووادي الأخيضر» تحولت حال الهدوء المطبق والسكون التام التي خيمت على الصحاري القفار الموحشة طوال أشهر عدة إلى حركة دؤوبة ونشاط تام. تسارعت خطى وفود الزائرين زرافات ووحداناً لتقصد سوق عكاظ منذ انطلاقتها الأسبوع الماضي في دورته الثالثة، لينبئ عن مستقبل مشرق للأمة العربية التي وعدها بتلاقح أفكارها الثقافية في بوتقته.
ويحمل الزائرون في مخيلتهم رحلة استكشاف لسوق شهده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، في صباه محارباً ومتسوقاً ثم داعياً إلى الإسلام ومبلغاً لرسالة ربه عز وجل بعد هبوط الوحي. وكثيراً ما تقودهم الخطى صوب سوق عكاظ على إرواء تعطشهم بالتنقيب في تاريخ العرب القديم، حيث استجار الرسول ببني عامر فأجاروه ووقف عمر بن الخطاب مصارعاً لأقرانه. وارتاده حكماء وشعراء وحكام العرب في منظر يعطي دلالة لوهج لافت لإقبال باهر ينم عن حرص كبير لارتياد جادة عكاظ.
مزجت تلك الجادة الحاضر بالماضي العتيق الضارب في جذور التاريخ، من خلال تزاحم حضارتين على أرض عكاظ، شملت معروضات، أولاهما منتجات الورد الطائفي ذو الجودة العالية تبين الفوائد الصحية لماء الورد ومراحل ومواسم قطافه، إلى جانب ركن صناعة الألعاب الشعبية الذي حوى صناعات تقليدية عدة شملت: صناعة الدوامة والنباطة والحداة وأم تسعة والوشاشة ومشاية الأطفال والرارة والدنانة، وجميعها ألعاب تسلية تتطلب مهارات خاصة لاستخدامها، إلا أنها على رغم بساطتها ذات قدرة عجيبة على خلق أجواء ترفيهية حالمة تداعب الزوار وتجذبهم إلى عوالم خاصة من المتعة قل أن توجد.
وداخل جادة عكاظ، أثبت «المنثور» وهو حزام جلدي، ذاته وتفوقت الأصالة على آخر صيحات الموضة اللامعة، وغاص المارة في أعماق ذاكرتهم ليسترجعوا ذكرى رواجه، إذ كانت النسوة يتهافتن على ارتدائه فوق الحزام الوسطي المشغول بالقصب والحرير.
وبعيداً من ذكريات الماضي والتغني بأصالة الموروث، حفل الركن الثاني من جادة سوق عكاظ بأحدث ما توصل إليه علماء التقنية والاتصالات. وتعددت عروض الاتصالات الحديثة التي تنوعت بين السلكية واللاسلكية، واختلفت فهنا عروض للاتصال بشبكة الإنترنت وهناك عروض ثانية لآخر تقنيات البريد، وبينهما تتعالى أصوات جحافل الفرق الشعبية التي تمر قوافل إبلها التي يشدو ملاكها بأهازيج فلكلورية، قبل أن ترقب الأعين استعراضات مهارات الخيالة، وجملة من المشاهد الحية لمقتطفات تمثيلية اقتبست من كتب التاريخ لتولد حضارة جديدة يخلدها التاريخ للأجيال القادمة.
وفي الاتجاه المقابل، برز الخط العربي ليعلن عن عودة الروح إلى جسده، بعد حال احتضار مر بها جراء وفاة الخطاطين العظام، منتهجاً تدريب الناشئة الموهوبين وشحذ هممهم للحفاظ عليه، معانقاً التصوير الفوتوغرافي، لإخراج أشكال فنية تليق بذائقة المتلقي.
وفي ركن خجول برزت مشاعر الحياء من العصور الماضية، إذ كان الإنسان البدائي يتمتع بمناعته الطبيعية ومقاومة الأمراض التي لم تكن مألوفة آنذاك، بينما ظهرت الجهات الصحية بالمرصاد لمجابهة إفرازات العصر الحديث التي ذهب الإنسان ضحيتها مزودة بالمضادات الحيوية وأجهزة قياس الضغط والسكري وتحليل مؤشرات الإصابة بالإيدز.
ويمكن الخلوص، إلى أن ألسنة الزوار ستعقد فور خروجهم من جادة السوق، بينما سيحلقون في عوالم حالمة، تتزاحم خلالها أفكارهم، وذكرياتهم، وتأويلاتهم، بعد رحلة في منتهى الروعة يلامسون فيها عراقة الماضي قبل أن يقفوا على حداثة الحاضر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.