ضربت العاصمة العراقية بغداد وثمانية مدن اخرى موجة جديدة من الاعتداءات باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة اسفرت عن مقتل 61 شخصاً على الاقل واصابة 220 آخرين بالتزامن مع انطلاق زيارة ضريح الامام موسى الكاظم في مدينة الكاظمية (شمال بغداد). وفيما حذر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي من الانعكاسات السلبية للخلافات السياسية على الوضع الامني، أعرب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر عن صدمته واستيائه الشديدين إزاء موجة الهجمات التي وقعت في مناطق مختلفة من العراق. واسفر انفجار سيارة مفخخة في منطقة «مجمع المشن» القريب من ساحة عقبة بن نافع « شرق بغداد» عن مقتل 9 واصابة 21 آخرين. فيما تسبب انفجار سيارة اخرى بالقرب من البوابة الشمالية للعاصمة بمقتل 6 واصابة 20 بجروح، فضلاً عن اصابة 6 اشخاص بانفجار عبوتين ناسفتين غرب بغداد. كما ادى انفجار سيارة اخرى قرب احدى الحسينيات في منطقة الكريعات «شمال بغداد» الى مقتل مدني واصابة 10 آخرين بجروح. وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة المدائن «جنوب بغداد» اسفرت عن مقتل 3 اشخاص واصابة 11 بجروح. وفي محافظة كربلاء قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 15 بانفجار سيارة مفخخة كانت مركونة قرب ساحة لوقوف العمال في منطقة طويريج شمال المحافظة. وفي محافظة صلاح الدين ادى انفجار سيارات مفخخة عدة في تكريت وبيجي وبلد الى مقتل 7 بينهم ضابط واصابة 27 بجروح. وفي محافظة بابل قتل 20 وأصيب 41 شخصاً اغلبهم من طلبة اكاديمية الشرطة في المحافظة حيث تم استهداف المطعم الذي يرتادونه بثلاثة سيارات ملغومة، في حين فجر مجهولون حسينيتين في منطقتي عجرش والعكير، شمال المحافظة. وأدى تفجير 3 سيارات مفخخة في مناطق مختلفة من محافظة كركوك الى مقتل شخصين واصابة 17 آخرين، فيما قتل طفل واصيب 6 مدنيين بينهم عنصران من «البيشمركة» بانفجار سيارة مفخخة في قرية شاقولي، شمال الموصل، واخرى في حي التأميم شرقاً. وشهدت محافظة ديالى هجمات عدة بسيارة مفخخة وعبوات ناسفة وهجمات مسلحة ادت الى مقتل 12 واصابة 38 من المدنيين ومنتسبي الاجهزة الامنية المختلفة. وفي محافظة واسط اسفر انفجار سيارة محملة بالفواكه في منطقة العزيزية شمالاً، عن اصابة 10 اشخاص بجروح وتم ابطال مفعول سيارة ملغومة اخرى في المنطقة نفسها. وأكد مصدر في غرفة عمليات بغداد في تصريح الى «الحياة» ان «مخططاً ارهابياً خطيراً تسعى الجماعات الارهابية لتنفيذه خلال ايام الزيارة المليونية لاحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم لاستهداف اكبر عدد من الابرياء وزعزعة ثقة المواطن بأجهزته الامنية». وأضاف «تم إبطال عدد كبير من العبوات والاحزمة الناسفة التي كانت مهيئة لاستهداف الحشود الزاحفة نحو الكاظمية وتم اعتقال بعض عناصر الجماعات المسلحة التي تقف وراء تلك الاعمال الارهابية الجبانة». ولفت الى ان «معظم الذين تم اعتقالهم وسياراتهم المفخخة ينتمون الى مجموعات مسلحة مدعومة من قبل كيانات سياسية معروفة لا يمكن البوح باسمائها الا بعد اكتمال التحقيق». وأضاف «تم ضبط سبع سيارات مطلوبة والقبض على حائزيها في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد بينها شارع فلسطين واحياء الاسكان والعامرية والسيدية والمنصور والجامعة». وتابع ان «الجماعات المسلحة وبعض المغرضين يحاولون اعادة البلاد الى مربع الفوضى الطائفية من خلال تنفيذ اعمال ارهابية متزامنة تشمل غالبية مدن البلاد وتحديداً المناطق المصنفة طائفياً». وتابع: «سنلجأ الى اعتماد الخطة البديلة التي وضعتها غرفة عمليات بغداد لتأمين الزيارة المليونية وسيعلن عن تفاصيلها لاحقاً». وحذر المالكي من الانعكاسات السلبية للخلافات السياسية على الوضع الامني. ونقل بيان عنه قوله خلال ترؤسه امس إجتماعاً ضم عدداً من آمري ألوية الجيش والشرطة ان «الأمن هو البوابة لتحقيق كل طموحاتنا وتطلعات المواطنين وفسح المجال لعملية البناء والإعمار وإقامة الدولة العصرية والمستقرة». وأضاف البيان «تم في الإجتماع البحث في آخر تطورات الوضع الأمني، وإيجاد السبل الكفيلة بمعالجة بعض الثغرات التي يستغلها الإرهابيون والجماعات الداعمة لهم والمستفيدة من أعمالهم، وأن لا يكون هناك إسترخاء من قبل قواتنا في أداء واجباتها أو الغفلة من هؤلاء»، داعياً إلى «إتخاذ إجراءات صارمة بحق من يثبت تساهله وإهماله في أداء الواجب». الى ذلك اعرب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة عن صدمته واستيائه الشديدين إزاء موجة الهجمات التي وقعت في مناطق مختلفة من العراق اليوم. وقال كوبلر في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه «أشعر بصدمة عميقة واستياء شديد بسبب الهجمات البشعة التي استهدفت مناطق مختلفة من العراق اليوم والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من العراقيين، بما في ذلك عدد كبير من زوار العتبات المقدسة». وأضاف ان «نطاق أعمال العنف يبعث على القلق، لذلك أوجه نداءً عاجلاً للحكومة». وحذر «الحزب الاسلامي العراقي» من تنفيذ مخطط لإشعال فتنة على خلفية التفجيرات، وقال في بيان إن «هذه الأعمال الآثمة تزداد وتيرتها في وقت عصيب للغاية تتمسك فيه بعض الأطراف السياسية بمواقفها وترفض التعاون من اجل حلحلة الأوضاع والانتقال إلى عهد جديد من الديموقراطية في الحكم»، محذراً من «تنفيذ مخطط لإشعال فتنة داخلية قد تجر البلد إلى أتون نزاع لن يصب في مصلحة أياً من مكوناته». من جانبها رأت «لجنة الامن والدفاع» النيابية ان تكرار الهجمات المسلحة يعود الى «ضعف العمليات الاستباقية التي تستهدف حواضن الإرهاب والمدعومة بجهد إستخباري فاعل».