أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، إدراج مادة اللغة الكردية في المدارس الحكومية، بوصفها درساً اختيارياً، بدءًا من العام الدراسي المقبل. وأتى ذلك في إطار دفاع أردوغان عن نظام التعليم الجديد الذي سيُطبق في أيلول (سبتمبر) المقبل، ويلقى انتقادات كثيرة من المعارضة وجمعيات مدنية مختصة في شؤون التعليم. وخلال حديثه عن تفاصيل المشروع الجديد، قال أردوغان إن درس القرآن الكريم لن يكون المادة الاختيارية الوحيدة، إذ ستكون هناك مواد اختيارية تتصل باللغة، مضيفاً إن توافر عدد كاف من الطلاب الراغبين في درس اللغة الكردية، سيتيح توفيرها لهم بوصفها مادة اختيارية، اعتباراً من الصف الرابع الابتدائي. واعتبر أردوغان ذلك «تطوراً تاريخياً، إذ بعد عقود من منع استخدام اللغة الكردية في تركيا، حتى في الأماكن العامة، حان وقت إتاحة المجال للطلاب الأكراد، بتعلّم لغتهم في المدارس الحكومية». وأكد أن هذه الخطوة أتت في خضم مسيرة الإصلاحات التي تطبقها حكومته منذ سنوات، في ما يتعلق بالقضية الكردية. لكن الخطوة التي اعتبرها أردوغان «تاريخية»، لقيت انتقاداً من المعارضة القومية والكردية على حد سواء، إذ اعتبر رئيس حزب الحركة القومية دولت باهشلي أن ذلك «سيقود إلى بداية تقسيم تركيا عرقياً»، فيما رأى «حزب السلام والديموقراطية» الكردي أن «تعليم الطفل الكردي لغته الأم، اعتباراً من الصف الرابع، سيكون متأخراً جداً»، وشكك في قدرة الدولة على توفير عدد كاف من المدرّسين المؤهلين. كما طالب النائب الكردي حسيب قبلان بأن تكون الكردية هي لغة التعليم في المدارس التي تقع في المحافظات ذات الغالبية الكردية، وإقرار ذلك دستورياً، لا في قانون التعليم فقط، ورفض «تصدّق الحكومة على الأكراد بدرس اختياري». ورأى معارضون في ذلك حيلة من أردوغان، للتغطية على فرض درس القرآن الكريم، بوصفه درساً اختيارياً، إذ أن الطالب التركي الذي لن يختار اللغة الكردية، سيلجأ الى درس الدين.