على رغم تمكن فريق الكوميديا الفلسطينية «وطن ع وتر» من الحصول على قرار من محكمة العدل العليا، «يسمح» لهم بعودة البث عبر شاشة تلفزيون فلسطين، بعد قرار النائب العام الفلسطيني منعه في رمضان الماضي، إلا أن إدارة التلفزيون الرسمي في الأراضي الفلسطينية لم تبادر إلى إبرام أي تعاقد جديد معه، ما دفع الفنان عماد فراجين، كاتب نصوص العمل والممثل الرئيس فيه إلى القول إن «القرار سياسي بالدرجة الأولى كما يبدو». وبعد تعذر الاتفاق مع قناة عربية كان الاتفاق معها قاب قوسين أو أدنى، بسبب ما وصفه فريق العمل بالشروط، والانحياز وفق سياسات معينة، تُظهر «وطن ع وتر» منتقداً القيادة الفلسطينية دون غيرها، و «هي كوميديا لا تهدف إلى ذلك بكل تأكيد»، كما يقول فراجين، قرر الفريق إنشاء قناة خاصة، وإنتاج وبث حلقات جديدة عبر الموقع الإلكتروني «يوتيوب»، ومواقع إلكترونية فلسطينية وعربية تنقل عن موقع «وطن ع وتر» في «يوتيوب». وفي أقل من أسبوعين، قدم خلالهما حلقتين، (الأولى مستوحاة من برنامج الهواة «آراب آيدول» تتضمن سخرية سياسية لاذعة، والثانية حلقة «ساخنة» حول «الإخوان المسلمين» وبدء سيطرتهم على مقاليد الحكم في العالم العربي والانعكاسات الاجتماعية)، بلغت نسبة المشاهدة 100 ألف مشاهد فلسطيني وعربي. ولقيت الحلقات الجديدة عبر «يوتيوب»، استحساناً عند غالبية المشاهدين، تعكسه التعليقات المرافقة في «يوتيوب» و«فايسبوك» و«تويتر»، ونسبة الانتشار الكبيرة. وعن ذلك يقول فراجين: «بعدما تعثر التوصل لاتفاق مع إدارة تلفزيون فلسطين لعودة البث، وبعد تعثر اتفاقنا للبث عبر قناة عربية - وهي للتأكيد ليست خليجية كما روج بعضهم - لأسباب تتعلق بشروط رفضناها، كونها تظهرنا بمظهر المعاديين للقيادة والسلطة الفلسطينية، وهو ما لا نقبله لأنه ليس حالنا، اتجهنا نحو إنشاء قناة خاصة ل «وطن ع وتر» عبر موقع «يوتيوب»، وإبرام اتفاقات مع عدد من المواقع الإلكترونية المحلية، وبعض المواقع العربية. ويضيف: «عبر «يوتيوب» لا رقابة ولا اشتراطات، ولا ضغوطات تتعلق بسياسة هذه المحطة أو تلك، أو بمواعيد محددة لإنجاز الحلقات وتسليمها، ما قد يؤثر في جودة محتوى بعضها. صحيح أننا نعمل وشركة الإنتاج «ون شوت برودكشن» من دون دعم مالي أو رعايات، ومن دون أي مقابل، لكن ما يعزينا حجم التفاعل الذي يعكسه الإقبال الكبير على مشاهدة الحلقات الجديدة، وانتظارها، مع أننا لم نخرج إلا بحلقتين بعد، وهو ما يجعلنا نتفاءل في الحصول على دعم أو إعلانات في الفترة المقبلة، بخاصة أنه لا يمكننا الخروج بحلقات يومية في رمضان من دون توافر هكذا دعم». مليون مشاهد ويعرب فراجين عن أمله بوصول عدد مشاهدي «وطن ع وتر» عبر «يوتيوب» إلى مليون أو أكثر مع اقتراب شهر رمضان. أما الفنانة منال عوض، الممثلة في «وطن ع وتر»، فتقول: «إنتاج حلقات جديدة، وبثها عبر «يوتيوب» يأتيان من باب «الإيمان بأهمية العمل وما يقدمه من رسائل»، بخاصة أن «الإنترنت قد تكون بديلاً مهماً، وربما أفضل من المحطات التلفزيونية». وتابعت: «تجربة العمل عبر قناة خاصة ل «وطن ع وتر» على «يوتيوب» مثيرة ومريحة ومختلفة، سواء على صعيد الكتابة، أو التمثيل أو الإنتاج، والأهم أنها لم تأتِ على حساب الجودة الفنية للحلقات. لدينا طاقم إنتاج محترف ومؤمن بالعمل، ويعمل وفق أحدث التقنيات على كل المستويات. نأمل بأن نستمر، وأن نجد من يؤمن بالفكرة ويدعمها، بخاصة أن لكل محطة تلفزيونية سياساتها الخاصة، ويكذب من يقول غير ذلك. نحن عبر «يوتيوب» نبحث عن «الحرية»، ونؤكد أننا لسنا بوقاً لأحد».