انتظر جمهور الكوميديا الفلسطينية «وطن ع وتر»، حلقة الخميس الماضي بعد إعلان كاتب العمل وممثله الأول عماد فراجين عبر صفحته على موقع «فايسبوك» الالكتروني، أنها ستتناول الثورة الليبية، بحيث يجسد فيها بطريقة ساخرة شخصية العقيد معمر القذافي، لكنّ الحلقة لم تبث، وأعيد بث حلقة سابقة من البرنامج. وأثار عدم عرض الحلقة موجة من التساؤلات، بخاصة أن فراجين بث صوراً فوتوغرافية له بهيئة القذافي على «فايسبوك» أيضاً. وسرعان ما بدد حال الغموض التي رافقت عدم بث الحلقة، مشيراً وبوضوح عبر صفحته ذاتها الى أن «تلفزيون فلسطين منع حلقة القذافي من البث»، بعدما قدم اعتذاره لجمهوره العريض في الأراضي الفلسطينية. وتوالت التعليقات على هذا التوضيح، منها ما تحدث عن سياسة القمع التي يمارسها تلفزيون فلسطين، ومساحة الحريات التي تضيق بدل من أن تتسع، ومنها ما يطالبه بالبحث عن فضائيات أخرى، وبث الحلقة عبر صفحته على «فايسبوك» وموقع «يوتيوب» الالكتروني. بل إن بعض التعليقات الغاضبة عبر صفحة «وطن ع وتر» هتفت «الشعب يريد اسقاط تلفزيون فلسطين، وإدارة تلفزيون فلسطين». وأعلن فراجين في حديث الى «الحياة» أنه، وبسبب هذا المنع، سيمتنع عن تصوير حلقات جديدة من «وطن ع وتر» لمصلحة تلفزيون فلسطين، وأنه سيقوم بالترتيب مع فضائيات أخرى لبث الكوميديا ذائعة الصيت عبرها، مشيراً إلى أن عروضاً تنهال عليه منذ زمن لتقديم «وطن ع وتر» عبر عدد من الفضائيات، لكنه كان يرفض هذه العروض ويتشبث بتلفزيون فلسطين. وأعرب فراجين عن غضبه الشديد إزاء منع الحلقة، بخاصة أن تصويرها تم بعد عرض السيناريو على إدارة التلفزيون، وأخذ الموافقة عليها من رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية ياسر عبد ربه، مستهجناً هذا المنع المفاجئ. وكشف فراجين أن إدارة التلفزيون تذرعت بمصالح الفلسطينيين في ليبيا كمبرر لمنع عرض الحلقة. وقال: «أستغرب هذا التبرير غير المنطقي. إذ قلت لهم أن عدد المصريين هناك يفوق المليون ونصف المليون، ومع ذلك تبث قنوات مصرية برامج كوميدية ضد القذافي، وهو ما تفعله قنوات عربية أخرى». وأضاف: «حلقة من برنامج كوميدي فلسطيني حول القذافي والثورة الليبية لن تقض مضاجع الزعيم الليبي، لكن المشرفين على التلفزيون أصروا على المنع». وذكر أن قراراً اتخذ ب«إعدام «وطن ع وتر»»، بعد الحلقة التي تناولت تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لأسباب سياسية، من دون تحديد مصدر القرار. وقال أن «صدقيته أكبر من أن يؤطرها أي تلفزيون أو فضائية، وهذا ما يدفعه لإيقاف تسجيل أي حلقات جديدة لصالح تلفزيون فلسطين». وأكد فراجين أن نهاية العلاقة مع تلفزيون فلسطين التي قررها لن تكون نهاية المطاف بالنسبة الى «وطن ع وتر»، بخاصة أن فريق البرنامج سيقوم بجولة عروض «ستاند أب كوميدي» في الشهرين المقبلين في كندا والإمارات، واعتبر أن هذه الكوميديا التي تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني والعربي لن تتوقف، وستتواصل في أطر فضائية أخرى. واختتم قائلاً: «هذه هي المرة الأولى التي يمنع فيها بث حلقة من «وطن ع وتر»، منذ أن بدأ عروضه على شاشة تلفزيون فلسطين منذ عامين، ما يؤكد عدم صحة ما كان يشاع عن أن العمل موجه لخدمة حزب، او توجه سياسي. «وطن ع وتر»، كما هي فلسطين، أكبر من الجميع، ولا يمكن أن نقبل بإملاءات من أحد. انتظروه عبر فضائية أخرى لا تناقض نفسها بالحديث عن ارتفاع في سقف الحريات، وتكون أول من يقلصها».