تتواصل الكوميديا الفلسطينية المثيرة للجدال «وطن ع وتر»، للموسم الرمضاني الثالث على التوالي، عبر شاشة تلفزيون فلسطين، الجهة المنتجة، ولكن في شكل مختلف. إذ سيعتمد عماد فراجين، كاتب العمل ونجمه الأول، على تقديم مواضيعه الساخرة واللاذعة على المستويين: السياسي (المحلي والعربي) والاجتماعي، في استوديو أقرب الى استوديو تلفزيوني، بإدارة الإعلامي سعيد فحجان، ويجسد دوره فراجين، في حين يقدم على هامش البرنامج التلفزيوني تقارير إخبارية ميدانية مصورة. يقول فراجين ل «الحياة»: «المختلف في «وطن ع وتر» هذه السنة يكمن في الشكل الجديد الذي يتبعه، فهو يقترب إلى العرض أكثر منه إلى الدراما، عبر استوديو ومذيع وضيوف، وأحياناً تقارير ميدانية ومكالمات». ويضيف: «عبر شخصية سعيد فحجان، سأتناول القضايا السياسية بأسلوب «وطن ع وتر» الذي أَحَبه الجمهور حتى بات الأكثر شعبية في فلسطين، بل حقق عدداً من الجوائز على المستوى العربي. فكرت في التعاون مع كتّاب آخرين، لكن ما قُدم لي لا يعدو كونه مقالات أو سيناريوات لا تصلح لكوميديا ك «وطن ع وتر». لا أقلل من أهمية ما قدمه لي كتّاب فلسطينيون، لكنه لا يتناسب وطبيعة الكوميديا التي أقدمها برفقة الفنانين خالد المصو ومنال عوض ومحمد الطيطي وآخرين، ويخرجها هذا الموسم شادي سرور. أي كوميديا لا تكون بمستوى الحلقات ذاته، بخاصة إذا كانت منفصلة، كما في «وطن ع وتر»، وهذا طبيعي، لكننا نسعى هذا العام إلى ما هو أفضل على مستوى النص والأداء، وكذلك جودة الصورة والتقنيات والأمور الأخرى، من ديكور وماكياج وإكسسوارات وملابس وإضاءة وصوت، علماً أن فلسطين فقيرة ليس فقط بالإمكانات، بل بعدد المؤهلين في كل المجالات المهمة لنجاح أي عمل تلفزيوني. في هذا الموسم اعتمدنا على أوسنات حديد كمديرة تصوير، وهي كمهنية ومختصة في هذا المجال، إضافةٌ مهمة للعمل». وعن تغيير مخرجي «وطن ع وتر»، حتى بات سرور رابعهم في ثلاثة مواسم، يقول فراجين: «للأسف لا يوجد مخرجون مختصون في الكوميديا التلفزيونية الساخرة في فلسطين. أنا وفريق العمل نأمل بأن نوفق في العثور على مخرج يضيف إلى العمل، مع أن هذا لا يقلل من جهود المخرجين الذين تناوبوا على البرنامج في سنواته السابقة وأهميتهم». ويعترف فراجين، بأن ثمة تشديداً نسبياً في الرقابة على نصوص الحلقات من الجهة المنتجة، ويقول: «لن يكون هناك ذكر لشخصيات بعينها أو بأسمائها، باستثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه سلام فياض، لكن هذا لا يعني أن «وطن ع وتر» سيفقد جرأته المعهودة، وسخريته اللاذعة، أو أنه سيبتعد عن مناقشة قضايا حساسة على الصعيد السياسي بالدرجة الأولى، والاجتماعي في درجة أقل. وبالنسبة لذكر أسماء شخصيات سياسية، قيل لنا أن ثمة قضايا مرفوعة ضد تلفزيون فلسطين وضدي بسبب حلقات الموسمين الماضيين من «وطن ع وتر»، وأنه تلافياً لمزيد من القضايا والشكاوى لا يريدون ذكر الأسماء. بالنسبة إليّ أصرّ على تقديم ما أريد، وفي «وطن ع وتر» لا نلتزم أي سقف يحد من حرية التعبير عما نريد. إنهم يريدوننا أن نعود إلى كوميديا الاستعاضة عن الأسماء بأسماء على أوزانها، وهذه كوميديا تعود إلى سبعينات القرن الماضي ولا يمكن أن أتجه إليها أو أعتمدها». يذكر أن كوميديا «وطن ع وتر» حققت في الموسمين الماضيين نسبة حضور عالية وفق إحصاءات رسمية وإعلامية، في حين حصلت على جائزة خاصة في مهرجان الأردن للإعلام العربي في دورته الأخيرة، وكذلك حصل عماد فراجين على جائزة أفضل ممثل شاب في مهرجان القاهرة للإعلام العربي العام الماضي. وتعدّ حلقاته الأكثر تحميلاً في فلسطين عبر موقع «يوتيوب»، في حين يزيد أعضاء صفحة الكوميديا الفلسطينية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» على أربعين ألفاً.