شن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بعد الاجتماع الدوري للتكتل في الرابية أمس، هجوماً على الغرب والولايات المتحدة الأميركية، وطالب المجتمع الدولي بالكف عن الكلام عن سلاح «حزب الله» وعن أي سلاح في لبنان، وقال: «نحن ليس السلاح الذي يدافع عنا بل قلبنا وجسمنا، وهذا السلاح الذي معنا ليس بشيء مقارنة بالذي يعطى لإسرائيل كي تفتك فينا، وأضاف: «انظروا الى هذه الوقاحة، وإذا كنتم عالماً كبيراً هل يحق لكم أن تتواقحوا علينا؟». وتابع: «واحد وحده مؤمن بحقه يساوي قوتكم جميعاً. لا نخشى أحداً. نحن لسنا أفضل منهم وهم ليسوا أفضل منا». وسأل عون عن الأسباب التي تجعل أميركا والغرب يخافان على إسرائيل، وقال: «نحن قلقون ومستاؤون من عالم يعتدي على حقوقنا، وهو اعتداء دائم منذ 62 عاماً. لم نعد نستطيع أن نتحمل بعد الآن. أكثر من ذلك، ينزعجون إذا كان لدينا صاروخ أو مخزن أسلحة في لبنان. وهذه الطائرات التي تمر من فوق رؤوسنا كل يوم وتحمل كل أنواع القنابل والتي تستطيع أن تضرب في أي مكان وتخترق الحدود اللبنانية من أولها الى آخرها وعلى هواها. يستاؤون من صاروخ في مخزن معد كي يدافع الإنسان عن أرضه. وهذه الطائرة ألا تخيفنا؟ ألا تزعجنا؟ ماذا تريد إسرائيل؟ ماذا تريد أميركا ماذا تريد أوروبا منا؟ الى متى ستستمر الجريمة علينا وعلى أرضنا وعلى جيراننا؟ نعم، نحن قلقون من تصرفاتهم وبعدهم عن تنفيذ القوانين الدولية وبعدهم وخصوصاً العالم الغربي عن احترام حقوق الإنسان». ودعا اللبنانيين الى «رفض هذا الواقع الدولي الذي يتم فرضه علينا». وأضاف عون موجهاً كلامه الى الأكثرية النيابية: «حان الوقت كي تحترموا أنفسكم ولو لمرة واحدة فقط وتشكلوا الحكومة هنا بما يتناسب مع مصلحة لبنان. إن الذي يشكل الحكومة اليوم أصبح مجهول الإقامة والهوية. ليس للبنانيين سوى وحدتكم وتفاهمكم. كلنا نعيش في خطر وكل واحد يتحرش فينا وهم غير واعين». وقال: «هذا ارتهان وارتباط بالخارج، وهو يعبر عن حاله. لا يوجد إنسان يتمتع بإرادة حرة ويقف في هذه الحالة وفي هذا المستنقع». وزاد عون: «أنا لست خائفاً من الخارج، أنا خائف من أنفسنا لأننا نحن الذين نورط أنفسنا أكثر وأكثر. ألا يوجد لدينا قواعد حسابية؟ ألم نتعلم في المدرسة؟ ألم نتعلم كيف يتم تشكيل وحدة وطنية وكيف يتم التفاهم بين الأحزاب السياسية؟ فليأتوا بأي نموذج من دولة متخلفة فنقبل به. ولكن يقصّون علينا من وقت الى آخر قصصاً عن تعطيل أو عدم تعطيل وهذا نقبل به وهذا لا نقبل به. انتهينا ونأمل من الذين يسمعون هذا الكلام أن يفيقوا ويعودوا الى ضمائرهم ولارتباطهم بأرضهم. إنهم ليسوا سماسرة على هذه الأرض إنهم أصحابها إنهم يحملون هويتها». وتابع: «نحن نستطيع أن نقرر مصالحنا ونضع حدوداً للتدخلات الخارجية من أي جهة أتت». وتحدث عن «استسلام دائم للإرادة والمشيئة الخارجية لنرى أي حكومة سيقدمون لنا ومن سيوزّرون، وأضاف: «لماذا إذاً الذهاب الى صناديق الاقتراع؟ لماذا هذه التمثيلية؟». وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال عون: «أنا لا أصعِّد. ما أقوله هو نداء كي يعودوا الى ضميرهم. إذا كانوا يريدون تشكيل الحكومة فلماذا نحن في حالة الغيبوبة؟ من يتحرك؟». وعن الوضع في الجنوب قال: «نحن شعب معتدى علينا وعلى أرضنا وكذلك على الفلسطينيين، وكلما تحرك أحد منا يقولون عنه إنه مذنب». ورداً على سؤال عما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة عن أساليب التعدي، أجاب عون: «إذا كان هذا الموضوع لا يعجب دولته فليقترح علينا الحلول التي تحرر الأرض وتحل المشكلة الفلسطينية. لا يكفي الإنسان أن يرفض ما هو قائم بل المطلوب أن يقوم بشيء إيجابي. نحن على استعداد للاستماع. لا أحد يحب أن يواجه. إذا كان هناك من حل آخر نحن سنكون من الشاكرين لدولة الرئيس ألف مرة... وليد جنبلاط قال إن كل الناس غائبة عن الوعي والدعوة الى تطبيع العلاقات مع إسرائيل لمنع الاستيطان وليس لعودة الفلسطينيين ولا لإنشاء دولة فلسطينية. لقد قالت (وزيرة الخارجية الأميركية) هيلاري كلينتون: طبِّعوا العلاقة ونوقف لكم الاستيطان، ما شاء الله على هذا الهدف الكبير الذي سنحققه الآن. حتى أنها نسيت المحميّة التي سيعطينا إياها (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتانياهو». وعن تفاؤل رئيس المجلس النيابي نبيه بري بقرب تشكيل الحكومة، قال عون: «الرئيس بري على موجة ثانية، أتمنى أن تكون موجته هي الصح. أنا أكون سعيداً جداً إذا تتشكل الحكومة من الآن حتى آخر الشهر». وكرر عون تمسكه بالتمثيل النسبي نافياً أن يكون طالب بالثلث المعطل، وقال: «ما زلت متمسكاً بالتمثيل النسبي. فليكفوا عن تلقيننا دروساً أخرى وإلا تصبح العملية عملية سطو. وإذا كان الإنسان لا يأخذ حقوقه كما هي فإنها تصبح عملية سطو ونحن لسنا مستضعفين لدرجة أن يسطو علينا أحد. والذي يريد أن يشكل حكومة لوحده فليفعل ويتحمل المسؤولية في المرحلة المقبلة. وإذا كانوا لا يريدون التمثيل النسبي فليقولوا كلا، وعندها إما أن نبارك لهم وإما أن يقولوا مبروك عليكم فنحن قبلنا. لكن حتى الآن لا أحد يتكلم لا عن حقائب ولا حتى بالعدد حول مسألة المشاركة». وعن مواقف النائب جنبلاط، قال: «أنا لا أعرف تصرفات وليد بك. لست مقرباً منه ولا أستطيع أن أحذر لماذا يتصرف هكذا»، لافتاً الى أن الظروف للقاء بينهما «لم تتكون بعد». وعما طُرح حول «اللقاء الإسلامي»، قال عون: «أي شيء غير مطروح جدّياً لا أعلّق عليه. مثل هذه المواضيع يطرحونها عادة لاستطلاع ما يدور في فكرنا. هذا الموضوع لم يقلقني ولم أفكر فيه أبداً». ورفض تبديل قواعد الاشتباك في الجنوب، مشدداً على أن عمل القوات الدولية كان خطأ، وقال: «الجيش اللبناني هو صاحب السيادة وهو صاحب الحق في الدخول الى منازل اللبنانيين».