رفضت السلطات الأوكرانية أمس، دعوة الانفصاليين الى هدنة، وحضتهم بدل ذلك على الاستسلام، معربة عن استعدادها لقبول مهمة إنسانية دولية وغير مسلحة في لوغانسك شرق البلاد. وكان ألكسندر زاخارتشينكو، رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» قال: «نحن على استعداد لوقف إطلاق النار، لمنع تفاقم الكارثة الانسانية في دونباس»، في إشارة إلى منطقة القتال في شرق أوكرانيا. وحذر من أن دونيتسك تواجه نقصاً في الأغذية والماء والكهرباء، مستدركاً أن الانفصاليين مستعدون للدفاع عن المدينة. وتابع: «في حال اقتحام المدينة، فإن عدد الضحايا سيزداد بشدة. ليست لدينا ممرات إنسانية ولا إمدادات طبية، كما أوشكت إمدادات الغذاء على النفاد». وعلّق الناطق العسكري الأوكراني أندري ليسينكو قائلاً: «إذا كانت هذه مبادرة، يجب تنفيذها بوسائل عملية لا بالكلام، برفع رايات بيض وإلقاء السلاح. لم نرَ هذه الخطوات العملية بعد». وكان الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو أعلن استعداده لقبول «مهمة انسانية» في لوغانسك، «اذا كانت دولية ومن دون أي مرافقة عسكرية وإذا مرت عبر المراكز الحدودية الخاضغة لحرس الحدود الاوكراني». وأبلغ المستشارة الالمانية انغيلا مركل، في اتصال هاتفي، بمحادثاته في هذا الصدد مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورير وشركاء دوليين آخرين. أتى ذلك بعد إعلان كييف تصدّيها لمحاولة من روسيا لإرسال جنود الى أوكرانيا، تحت ستار قوات حفظ سلام، بموجب اتفاق يُفترض أنه أُبرم مع الصلييب الأحمر، لكي تفجّر صراعاً عسكرياً ضخماً. لكن موسكو اعتبرت أن الأمر «محض خيال»، علماً انها كانت اقترحت في اجتماع عاجل في الامم المحدة، الاشراف على «مهمة انسانية» او اقامة ممرات انسانية لمساعدة سكان شرق اوكرانيا. ورفضت كييف الاقتراح، كما أبدى الغربيون خشيتهم من استغلال المهمة ذريعة لغزو روسي. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي باراك أوباما ومركل اتفقا في اتصال هاتفي على أن «أي تدخل روسي في اوكرانيا، ولو لمبررات انسانية، هو أمر مرفوض من دون تصريح واضح ورسمي من الحكومة الاوكرانية». وأضاف ان الجانبين اعتبرا ان «ذلك سيشكّل انتهاكاً للقانون الدولي وستترتب عليه عواقب اضافية»، في اشارة الى العقوبات المفروضة على موسكو. كما أعلنت لندن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اتفق مع أوباما في اتصال هاتفي، على ان أي مهمة «انسانية» روسية في اوكرانيا ستكون «غير مبررة وغير شرعية». في المقابل، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الاميركي جون كيري ب «اتخاذ تدابير عاجلة لمنع ازمة انسانية وشيكة في جنوب شرقي اوكرانيا». كما جاء في بيان لوزارة الخارجية. وحض واشنطن على «دعم المبادرة الروسية لإرسال بعثة انسانية الى جنوب شرقي اوكرانيا، بالتنسيق مع كل الهيئات الدولية المختصة». وأعلنت الخارجية الروسية ان كيري علّق بأن «عملاً مشابهاً يتم بالتعاون مع سلطات كييف». الى ذلك، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر أمني روسي قوله إن 5 جنود أوكرانيين اعتُقلوا اثر عبورهم إلى الأراضي الروسية، أُفرج عنهم وعادوا إلى وحداتهم العسكرية التي تقاتل الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد. وكان الجنود الخمسة بين حوالى 300 عسكري أوكراني أعلنت كييف أنهم أُجبروا، بسبب القتال، على دخول الأراضي الروسية الاثنين الماضي. وقال ناطق باسم الجيش الأوكراني إن الخمسة كانوا بين 18 خضعوا لتحقيقات جنائية في روسيا، مشيراً إلى أن الأخيرة ما زالت تعتقل 28 من حرس الحدود الأوكراني. وتعرّضت دونيتسك لقصف بمدفعية ثقيلة، افادت بلدية المدنية الى انه اسفر عن «تدمير منزل وجزء من عيادة خاصة حيث جُرحت امرأة». وأعلن الجيش الاوكراني متابعة هجومه و «هدفه تشديد الحصار على دونيتسك»، مؤكداً إطلاقه النار على قواعد للمتمردين.