وضعت النيابة العامة العسكرية في لبنان يدها على حادث حاجز المدفون التابع للجيش اللبناني حيث قضى الشاب شربل رحمة برصاص الحاجز. وباشرت التحقيقات الأولية بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، في وقت شيعت بشري فقيدها رحمة وسط أجواء من الحزن خيمت على المنطقة. وأوضحت مصادر قضائية ان رحمة كان مطلوباً بموجب حكم غيابي بحقه قضى بإلزامه دفع غرامة مالية. ورفضت المصادر الكشف عن طبيعة الجرم المسند إليه، لافتة الى أنه جرى توقيف احد العسكريين كان على حاجز المدفون وأطلق النار على سيارة رحمة فأرداه. وكلف القاضي صقر الشرطة العسكرية إجراء التحقيق الأولي في الحادث، كما كلف أحد الأطباء الشرعيين الكشف على جثة المغدور. وأقفلت المدارس والمؤسسات في بشري وسط اعلان الحداد العام في البلدة. وتراجعت اجواء الغضب التي سادت البلدة بعد وقوع الحادث، بعد تدخل نائبي «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع وإيلي كيروز ودعوتهما الى التهدئة وعدم الإخلال بالأمن والحرص على السلم والاحترام الكامل للمؤسسة العسكرية، خصوصاً ان شقيق الراحل هو ابن المؤسسة برتبة رائد. وفي السياق، يواصل القضاء العسكري تحقيقاته في حادث مقتل الشيخين احمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب على حاجز للجيش في بلدة الكويخات-عكار. وتشمل التحقيقات الضباط والعناصر الموقوفين في القضية بإشراف القاضي صقر، وتتوسع لجهة الاستماع الى الأطباء الشرعيين، والتدقيق في التقارير المنظمة في الحادثة لجهة الأسلحة ونوعيتها والإصابات لتحديد المسؤوليات قبل الادعاء. وزار وفد من قيادة الحزب «التقدمي الاشتراكي» ضم وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور وأمين السر العام ظافر ناصر وأعضاء في مجلس قيادة الحزب، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأعلن بيان ل»التقدمي» وقوف الحزب «إلى جانب المؤسسة العسكرية، مثنياً على دورها في حماية السلم الأهلي وصون الاستقرار الداخلي، معتبراً أن «من واجب كل القوى السياسية عدم زج الجيش في التجاذبات السياسية والصراعات الفئوية الضيقة أو جره إلى مواقعها، لأن موقعه الطبيعي أن يكون على مسافة واحدة من الجميع ليتمكن من حماية البلد». وأثنى على «إسراع قيادة الجيش في تأليف لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات في مقتل الشيخ عبدالواحد ومرافقه لكي تتضح كل ملابسات هذه القضية ومنع تكرارها». وعقدت فعاليات روحية عكارية لقاء طارئاً في المطرانية الأرثوذكسية في بينو، حضره متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس باسيليوس منصور، القاضي الشرعي الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس أساقفة طرابلس للموارنة جورج بو جودة، الأب ميشال بردقان ممثلاً متروبوليت طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك جورج رياشي، الشيخ علي محمود قدور ممثلاً المجلس الإسلامي العلوي. كما شارك النائب نضال طعمة ومدير اعمال نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في لبنان سجيع عطية. وأوضح المتروبوليت منصور في بيان ان اللقاء بحث «ما تتعرض له المنطقة من مصاعب»، مؤكداً أن العكاريين مؤمنون بأن «لبنان بلد عربي له خصوصيته». وطالب «الدولة ببسط سيادتها الفاعلة على كامل الأراضي اللبنانية». وأسف المجتمعون «لاستشهاد الشيخين على حاجز للجيش»، وأبدوا احترامهم للجيش، منوهين بإنشاء لجنة تحقيق. وطالبوا «الدولة بإحالة هذه الجريمة على القضاء المختص ووضع أبناء الشهيدين في عداد أبناء الشهداء». وانتقد «تصرفات بعض السياسيين وأقوالهم التي تصب ناراً على زيت التحدي». وعبروا عن ألمهم ل «ما تعرض له اللبنانيّون ال11على طريق حلب». وتلا عطية كلمة موجهة من فارس الى الحاضرين اكد فيها «دعمه ورعايته لكل جهد يصب في مصلحة الوطن بعامة وعكار بخاصة». ورأى «ان الرياح التي تعصف بمنطقتنا تدفعنا الى التلاقي والتعاضد لتحصين مجتمعنا ضد كل ما يشتت ويفرق. ان صلة الرحم بين عكار والجيش اللبناني معززة بسماحة ايماننا ورجاحة حكمتنا وحرصنا الدائم على وحدة مجتمعنا ستبقى البيئة العائلية الحاضنة والحامية للجميع ما يجعلنا قادرين على تضميد جراحنا وتجاوز آلامنا والعمل معاً لنحمي بلدنا من الرياح التي عصفت ومازالت بمحيطنا».