حذرت الصين عشية اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في ميانمار، من أنها سترد بحزم إذا انتهكت مصالحها في بحر الصينالجنوبي، مؤكدة أنها تمارس سياسة «ضبط النفس» في مواجهة الخلافات الحدودية مع جيرانها، فيما تحاول الولاياتالمتحدة استغلال الاجتماع لتعزيز تدخلها في التوترات البحرية عبر الدعوة إلى وقف نشاطات صينية، مثل إنشائها في أيار (مايو) الماضي منصة نفطية عملاقة في مياه تعتبرها فيتنام جزءاً من مياهها الإقليمية. وفور وصوله إلى نايبيداو، صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن «هناك مسؤولية مشتركة بين الولاياتالمتحدة وآسيان لضمان أمن البحار والأراضي والمواني المهمة، لذا نحتاج إلى العمل معاً لتخفيف التوترات في بحر الصينالجنوبي ومعالجتها بطريقة سلمية وفق القانون الدولي». لكن لي ليونغ منه، الأمين العام لرابطة «آسيان» أعلن أن وزراء خارجية الرابطة لن يبحثوا الاقتراح خلال اجتماعهم، «لأن هناك بالفعل آلية لكبح أعمال مثل استصلاح أراضي أو تنفيذ مشاريع بناء فوق الجزر المتنازع عليها». وزاد: «يعود الأمر إلى دول آسيان في تحديد إذا كانت ستتعاون مع بكين لتخفيف التوتر عبر تعزيز الالتزام باتفاق وقع عام 2002». وتشدد الفيليبين على الإسراع في الاتفاق على مدونة سلوك لإدارة النزاعات تناقش مع بكين منذ عشر سنوات. لكن الصين تفضل المفاوضات الثنائية، وتتمسك بسيادتها على 90 في المئة من بحر الصينالجنوبي، في مقابل مطالبة بروناي وماليزيا والفيليبين وفيتنام وتايوان بأجزاء من هذا البحر يعتقد بأنها تحتوي ثروات طبيعية مهمة. وتتهم الصينالولاياتالمتحدة بتشجيع مزاعم سيادة دول مثل الفيليبين وفيتنام. وقال وزير خارجيتها وانغ يي للصحافيين: «الوضع مستقر عموماً في بحر الصينالجنوبي، ولم تحدث أي مشكلة تتعلق بالملاحة البحرية»، لذا يبالغ البعض أو يضخم ما يسمى التوتر في بحر الصينالجنوبي. ونحن لا نؤيد هذه الممارسة». وخلال لقائه نظيره الفيتنامي فام بنه منه في نايبيداو، دعا كيري إلى تنامي العلاقات بين بلديهما، مشيداً بتقدم «شراكتنا في المجال النووي المدني وحظر انتشار السلاح النووي والتوترات في بحر الصينالجنوبي، فيما نواصل مناقشة مسائل حقوق الإنسان وأمور ستسمح فعلاً بتنامي العلاقات بالكامل». وطبّع العدوان السابقان خلال حرب فيتنام العلاقات الديبلوماسية عام 1995، ثم عززا مبادلاتهما التجارية، لكن واشنطن ما زالت توجه انتقادات إلى هانوي في شأن حقوق الإنسان وحريات الصحافة والحريات الدينية. وكان كيري أدى خدمته العسكرية في البحرية الأميركية كضابط بحرية برتبة لفتنانت على طراد في إقليم كا ماو الفيتنامي بين عامي 1966 و1970. وأصيب حينها ثم منح وساماً. وخلال زيارة هانوي أول من أمس، دعا جون ماكين، السناتور الجمهوري والمحارب السابق في فيتنام، واشنطن إلى بدء «تخفيف حظر الأسلحة المفروض على فيتنام».