سعت فيتنام والفيليبين الى مواجهة سلوك بكين، في نزاعها مع دول مجاورة على بحر الصينالجنوبي، في أول قمة تستضيفها ميانمار لدول «رابطة جنوب شرقي آسيا» (آسيان) بعد عزلة دامت نصف قرن بسبب حكم مجلس عسكري. وتضم «آسيان» تايلاند وماليزيا وسنغافورة وأندونيسيا والفيليبين ولاوس وميانمار وكمبوديا. وتزعم بكين أن من حقها السيادة في بحر الصينالجنوبي بأكمله، ما يجعلها في خلاف مع تايوان وأربع دول من «آسيان»، هي فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي. وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي، بعدما اتهمت هانوي سفناً صينية تحمي منشآت للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي، بمهاجمة سفن لها. كما أن الصين أعادت إقامة منصة في المياه العميقة في منطقة تطالب بها فيتنام. وشهدت مدن في فيتنام تظاهرات نادرة معادية للصين. وأمام السفارة الصينية في هانوي، تجمّع حوالى ألف شخص، ورفع محاربون قدامى وطلاب لافتات كُتب عليها: «الصين: لا تسرقي نفطنا» و «الصمت جبن»، مرددين أناشيد وطنية في حديقة مقابل السفارة. وقال محارب قديم عمره 74 سنة: «هذه أضخم تظاهرة ضد الصين أشهدها في هانوي. لصبرنا حدود. نحن هنا للتعبير عن ارادة الشعب الفيتنامي في الدفاع عن ارضه، ونحن مستعدون للموت من اجل حماية أمتنا». وأقام مئات من رجال الشرطة والامن بلباس مدني، حواجز لمنع المتظاهرين من الاقتراب من السفارة. لكنهم لم يتدخلوا لتفريقهم. كما احتشد مئات أمام القنصلية الصينية في مدينة هو شي منه، مرددين هتاف «تسقط الصين». وخاضت الصينوفيتنام حرباً وجيزة عام 1979 ومناوشات بحرية خلال سبعينات القرن العشرين وثمانيناته. ودعا رئيس الوزراء الفيتنامي نغوين تان دونغ نظراءه في «آسيان» الى الاحتجاج على «الانتهاكات الخطرة» لبكين في بحر الصينالجنوبي. وأضاف: «هذا التحرك الخطر جداً، كان وما زال يهدد مباشرة السلام والاستقرار والسلامة في البحار». وطلب إدراج مخاوفه في البيان الختامي لقمة الرابطة. اما الرئيس الفيلبيني بنينو أكينو الذي تخوض بلاده أيضاً خلافاً على اراضٍ مع الصين، فقال خلال القمة: «دعونا نتّبع سيادة القانون في تسوية النزاعات الإقليمية، لتقديم اعتراف واجب واحترام لحقوق كل الشعوب. لا يمكننا الاعتماد فقط على الحوارات بين بلدين، لتسوية مسائل تؤثر في آخرين في المنطقة». وكان وزراء خارجية دول «آسيان» أعربوا في بيان مشترك عن «قلق بالغ من التطورات الجارية»، في إشارة الى المواجهة البحرية بين فيتناموالصين، فيما اعتبر وزير الخارجية الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا ان «بحر الصينالجنوبي يبقى اختباراً للرابطة».لكن الخارجية الصينية اعتبرت أن النزاع على السيادة في بحر الصينالجنوبي «ليس مشكلة» بين الصين و»آسيان». وأضافت في إشارة الى فيتنام والفيليبين: «تعارض الصين دوماً استغلال هذه المسألة للإضرار بالصداقة والتعاون بين الصين وآسيان». وأعلنت أن بكين مستعدة للتعاون مع «آسيان» لتنفيذ «مدوّنة سلوك» أقرّها عام 2002 الأطراف المعنيون ببحر الصينالجنوبي، في محاولة لإدارة مشكلة التوتر في ما بينها.