كأن العملية أشبه بتبديل روتيني بين اللاعبين في فريق تمتلئ دكة بدلائه بالنجوم، هكذا يبدو السباق نحو كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالحديث لم يعد يدور حول تاريخ المرشح، ومنجزاته الرياضية، التي تؤهله إلى تولي منصب كهذا، اليوم يكفي أن تنطبق عليه الشروط ليكون مؤهلاً تماماً لخوض السباق، وبالتالي تولي مسؤولية انتشال الرياضة السعودية من ما تعانيه. تتناقل اليوم الأوساط الرياضية أخبار ترشح رئيسي النصر والهلال السابقين الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، والأمير محمد بن فيصل، وهما كمثال على المرشحين لا يمنحان الشارع الرياضي ما يحتاجه من اطمئنان، فالأول لم ينجح في تحقيق أي لقب لفريقه إبان مرحلة رئاسته، قبل أن تضطرب علاقته بأعضاء شرف ناديه الذين هجر بعضهم الفريق إلى غير رجعة، بعد خلافات شابت تلك المرحلة، أما الثاني، وعلى رغم نجاحه في تحقيق بطولات عدة للهلال، إلا أنه فشل في التعاطي إدارياً، فخسر فريقه لاعبون انتقلوا إلى أندية أخرى، وتحول الصراع الكروي المعتاد إلى عراك إعلامي خارج حدود الملعب، وإذا ما تجاهلنا عامل الخبرة والمنجزات الرياضية فكيف سننجح في تجاوز حقيقة أن الرئيسين أبديا تعصباً واضحاً لأنديتهما بل وتجاهلا كل الأندية الأخرى؟ إضافة إلى ما تقاسماه من إخفاق إداري واضح. الرئيسان السابقان هما مجرد أمثلة على ما يمكن أن تفاجئنا به قائمة المرشحين المنتظرة، التي أشك في قدرتها على تقديم أسماء قادرة فعلاً على خدمة الوسط الرياضي، أو إعادة الوهج لكرتنا التي تعاني غياب المنجزات الحقيقية. رئيس الاتحاد السعودي المقبل إن كنا نبحث فعلاً عن نجاحه يجب أن يكون مقبولاً من أبناء الوسط الرياضي كافة بتعدد ميولهم، قبل أن تؤيده القلة المالكة لحق التصويت، ذلك أن التعصب الذي عاث بالشارع الرياضي قادر على القضاء على أي مرشح غير مقبول أو لا يمثل حلاً وسطاً بين الأهواء. هذا الرئيس الذي أدعو الله مقدماً أن يعينه ويصبره على الويلات التي تنتظره، سيكون مطالباً بالكثير، درجة أننا لن نستغرب من مطالبات إقالته متى ما فشل المنتخب السعودي في الفوز ب«كأس الخليج» المقبلة فقط، فالجماهير تنتظر الفشل اليوم أكثر من بحثها عن النجاح، خصوصاً أن الفشل يمنحنا من المساحة ما يكفي ل«التنظير»، لكن خطوات عملية بسيطة قد تساعد على نجاح خطوات هذا الرئيس يأتي في مقدمها استقطاب الأسماء كافة، التي نجحت في تقديم نفسها في الوسط الرياضي من لاعبين معتزلين مثل ماجد عبدالله وخالد الشنيف وسامي الجابر، فبعد نجاح تجربة الأخير إدارياً مع ناديه بات لزاماً علينا الاستفادة منه في العمل الإداري للمنتخب والاتحاد بشكل عام، والأمر لا يقف عند هذه الأسماء، فآخرون أيضاً قادرون على تقديم الدعم ذاته، شريطة أن لا يقتصر الأمر على الأسماء الوطنية فالتعاون مع أجانب قادرين على تسليحنا بالخبرة بات ضرورة ملحة، ولنا في تجربة الملف القطري لاستضافة كأس العام 2022 مثال حي. [email protected] @adel066