كان يوسف الثنيان لاعباً نموذجياً داخل الملعب وخارجه كان منضبطاً درجة أنه لا يحتاج أي مراقبة إدارية لذا كانت علاقته بكل الإدارات الهلالية مميزة، «الكلام السابق نسج الخيال، خيال طفل أرهقته متابعة الرسوم المتحركة التي تحكي قصص رياضيين ناجحين». فالحقيقة أن الثنيان كان أسطورة داخل الملعب لكنه كان مشاكساً داخله وخارجه، رغم ذلك تعاطت معه الإدارات الهلالية المتلاحقة بطريقة خاصة، من خلالها نجحت في صناعة نجم أسهم في تحقيق عدد من البطولات، هذه الحالة ليست استثنائية أو شاذة... لاعبون موهوبون كثر يحتاجون إلى تعامل خاص معه يقدمون كل ما لديهم. هذا التعامل لا يعني تفضيل لاعب على آخر ولا تقديم مزايا إضافية للاعب بعينه لكنه يعني امتلاك درجة من الاحترافية الإدارية التي ينجح من خلالها النادي في فرض سيطرته على كل اللاعبين مع الاستفادة الكاملة من موهبتهم. أما المثال العكسي لهذه الاحترافية فيتجلى بوضوح في علاقة الإدارة الهلالية بلاعبها الجديد الكاميروني إيكيل ايمانا، إذ لا يختلف أي من متابعي البطولات الأوروبية على الموهبة التي يملكها هذا اللاعب، خصوصاً أنه سبق وأن صنف ضمن قائمة أفضل المحترفين في الدوري الإسباني، ورغم أن الإدارة الهلالية عانت الأمرين في سبيل كسب توقيعه إلا أنها اليوم تبدو عاجزة عن الاستفادة منه. وبينما يتم الترويج إعلامياً إلى أن الإدارة الهلالية تطبق أعلى معايير الاحترافية مع إيمانا من باب المساواة، يعرف كل قريب من البيت الهلالي أن الصورة الحقيقية تختلف، فالمحترف الروماني ميريل رادوي كان الأسوأ في التعاطي مع الإدارة وأكثر المحترفين الأجانب خلافاً مع زملائه في الفريق إلا أن الإدارة احتوته كثيراً وفضلته على غيره رغبة منها في الاستفادة من موهبته، فقبل لقاء الهلال بفريق ذوب آهن الإيراني الذي خرج على إثره الهلال من الدور ما قبل النهائي لدوري أبطال آسيا، انفعل ميريل رادوي كعادته في التمرين نتيجة توجيهات قدمها المدرب لم تجد رضا اللاعب، ما دفع رادوي إلى ركل الكرة بطريقة غريبة باتجاه زميله أسامة هوساوي قبل أن يغادر التمرين غاضباً، ورغم ذلك حضر أساسياً في المباراة ولم يحاسب على مثل هذا التصرف، غيرها الكثير من التصرفات التي قام بها السويدي ويلهامسون أو الليبي طارق التايب ... كلها كان التعاطي معها يأتي بطريقة أكثر احترافية. اليوم ومع خلاف باتت أخباره جلية بين الإدارة أو أحد ممثليها وإيمانا، بات واضحاً أن الإدارة تتعمد تهميش اللاعب رغبة منها في رحيله - ربما - لأن أحد العاملين في النادي لم يعد مقتنعاً بجدوى بقائه، مع هذا الإقصاء فليس من المستغرب غياب إيمانا عن مستواه الحقيقي. وكثيراً ما تحدثت عن احترافية إدارة الهلال ورئيسه، لكن تعاطي النادي مع اللاعب الكاميروني سيكون حدثاً مفصلياً، فرحيل اللاعب لأي نادٍ آخر يحقق النجاح من خلاله بعد فشله مع الهلال سيكون دليلاً واضحاًَ على سوء التعامل الإداري الذي قاد اللاعب للرحيل، على إدارة الهلال اليوم أن تكون أكثر وعياً وأن تحاول جاهدة التعاطي باحترافية مع اللاعب بعيداً عن أي مواقف شخصية قد تصل بالموقف إلى نهاية لا تخدم الهلال أو جماهيره أو حتى إدارته و«مديره». [email protected] twitter | @adel066