توقف الركض، وفاز الشباب بلقب الدوري الذي غاب عنه طويلاً، واليوم حتى وإن أعياك البحث فلن تجد من يشكك في قيمة «الليث»، وأحقيته باللقب، فالعمل الإداري في هذا الفريق بني على قاعدة بسيطة، وهي الاستفادة من أخطاء الآخرين، وبالتالي العمل على تلافيها. هكذا خطط الشباب، فتعاقد مع اسم فني بارز هو البلجيكي ميشيل برودوم، بعد مفاوضات دامت عامين، فيما نظيره الهلال تعطل تماماً بعد أن فشلت مفاوضاته مع الإيرلندي مارتن أونيل، ليتعثر سريعاً بالألماني توماس دول، وعلى ذات النهج سار الشباب في كل تعاقداته، فخطف لاعبيه الأجانب بهدوء، فيما ضجت وسائل الإعلام بأخبار مفاوضات الأندية الأخرى الناجح والفاشل منها. اللمسة الاحترافية، جاءت أوضح في التعاطي مع اللاعب الغيني يتارا، فعلى رغم نجاحه جماهيرياً، إلا أن إدارة النادي وافقت على طلب المدرب بإلغاء عقده من دون تردد، متقبلة تحمل الأعباء المادية المترتبة على ذلك، وفي المقابل، وبناء على رغبة المدرب أيضاً تعاقدت مع اللاعب البرازيلي ويندل، الذي استغنى عنه الاتحاد، ولو ترك الخيار لإدارة أخرى لأصرت على بقاء اللاعب، ولا رفضت أن يتم التعاقد مع آخر فشل في تجربة محلية قريبة مثل ويندل. نجح برودوم، لكنه لن ينكر يوماً بأنه تنعم بحرية فنية، ما كان ليجدها في أي نادٍ آخر حتى الأوروبي منها، خالد البلطان تعاطى مع كل الظروف كما يجب، فحافظ على نجومه المحليين، واستغنى فقط عن من اقتنع بعدم جدواه، وبعيداً عن الضجيج جدد عقود لاعبيه وترك الحرية للإعلام في الترويج لأخبار الرحيل، والتعاقدات، من دون أن يفتح لها باباً على ناديه أو لاعبيه. والضدُ يُظهِرُ حسنه الضدُ في المقابل، شاهد الجميع نتاج عمل عبدالله الهزاع رئيس نادي القادسية، الذي وقف على تَلْ فريقه المدمر، بعد أن قاده بجدارة نحو الهبوط، من دون أن يكترث، واليوم لم يجد الهزاع في عمله ما يستحق هبوط القادسية إذ يرى أن «التحكيم» وحده أدى إلى هبوط فريقه. لكن في حديثه لم يتطرق إلى العمل الإداري الذي قدمه، ولم يجب حتى اليوم بشكل مقنع عن الأسباب التي قادته إلى الاستغناء عن أهم لاعب أجنبي في فريقه الحاج بوقاش في فترة الانتقالات الشتوية لصالح النصر، ولم يتحدث عن أسباب فشله على الأقل في التعاقد مع بديل قادر على انتشال الفريق من ما يعانيه. فعلى رغم أن الهزاع كان يعلم منذ بداية الموسم أنه لا يحظى بقبول غالبية الأطراف القدساوية، خصوصاً بعد الجدل الواسع الذي أحدثه إعلان فوزه في الانتخابات، إلا أنه أصر على البقاء، والسؤال الواجب طرحه اليوم، ماذا قدم هذا الرئيس، ومن يحاسبه عن التراجع المذهل في مستوى الفريق؟ وكيف له أن يعيد القادسية إلى ما كان عليه قبل قدومه؟ عزائي في موقف نظيره رئيس التعاون محمد السراح الذي شارك الهزاع الأخطاء ذاتها تحمله مسؤولية الفشل، واستقال، ولم يلقِ باللائمة على التحكيم، اعترف بكل الأخطاء الإدارية التي ارتكبها، وكل التخبطات التي عاشها فريقه. [email protected] @Adel066