أكد مدير التوعية والتوجيه العامة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ علي باطرفي أن فرع الهيئة في جدة عمل منذ مدة على تفعيل برامج توعوية موجهة لمختلف فئات المجتمع، تدعو إلى إرشاد الناس وحثهم على فعل الخير من طريق الترغيب فيه، من خلال إقامة البرامج التثقيفية وعقد الحوارات مع الشباب ونشر المنشورات والمطبوعات في المراكز التجارية، مشيراً إلى أن هناك الكثير من البرامج التي ستنفذ خلال عطلة الصيف المقبلة. وأوضح باطرفي ل «الحياة»، أن هيئة جدة فعّلت برنامجها التوجيهي الأول «قيمنا» في المراكز التجارية خلال أيام إجازة نهاية الأسبوع الماضي، وكان من أبرز تلك الفعاليات، اللقاء الحواري لرئيس هيئة جدة الشيخ علي آل حيان مع الشباب داخل السوق في فعالية (كوفي شوب - دردشة شباب)، إذ التقى بمجموعة من الشبان بهدف اللقاء المباشر من دون أي حواجز، وإعطاء فرصة لهم لإبداء ما لديهم في ما يخص الهيئة، والاستماع إلى مرئياتهم ومقترحاتهم، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم والتحاور معهم، كما علق على انتقاداتهم بكل صراحة وشفافية. من جهة أخرى، أكد المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سابقاً الدكتور أحمد قاسم الغامدي ل «الحياة»، على أهمية أن يكون الحوار منطقياً وهادفاً، وأن يتقبل كل طرف وجهة نظر الطرف الآخر، إذ يرى أنه إذا بني على مقصد تقارب الأفكار، فإنه ستنتج منه آثار إيجابية، أما إذا بني على مقصد فرض الرأي، وعدم تفهم نظرة الطرف الآخر، فقد تكون نتائجه سلبية، مشيراً إلى أنه متى وجدت الصورة الصحيحة من خلال المنطق، فإنه لا يسع كلا الطرفين إلا قبولها. ورأى الغامدي ضرورة إعادة النظر في ما وصفه ب «المنهجية القديمة» التي يتسم بها أعضاء الهيئة في العمل، لتكون بداية للوصول إلى الأفضلية، وإثمار نتائج إيجابية من حواراتها، على خلاف لو استمرت أعضاء الهيئة في «السلوكيات القديمة» وفرض التمسك بأفكارهم، وعدم النظر إلى ما حولهم من تغيرات، «حينها ستكون الحوارات دلالة على عدم صلاحية من يقوم بها». ونوه بأن الأعضاء القائمين على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الآن، يعيدون النظر في منهجيتهم القديمة بوجود رئيسها الجديد، مؤكداً على أنه من الواجب أن يقترب جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المجتمع بوصفهم المسؤولين عن تصحيح الأخطاء، وأضاف: «والأجدر بهم أن يبادروا لوضع الحلول، ويعيدوا النظر في أسباب الفجوة الموجودة بينهم وبين المجتمع وهو وجود فئة ترفض بعض أعمالهم وتصرفاتهم». وعن وجود المعرض الإعلامي التوعوي ضمن البرنامج التوجيهي للهيئة، اشترط الغامدي أن يسبق هذه «الأنشطة الكمالية» - على حد وصفه - إصلاحات جوهرية في واقع العمل الذاتي والعمل الاجتماعي واحتواء المجتمع، ووضع الحلول له، والإعانة على إصلاح المخالفات، وأن يخرج بصورة مقبولة ترضى عنها فئات المجتمع، منبهاً إلى ضرورة توضيح ما يحصل من إصلاحات داخل جهاز الهيئة للمجتمع من خلال الحوارات واللقاءات وإقامة المعارض والمشاركات الإعلامية. بدوره، اعتبر الاستشاري الاجتماعي والأسري في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة الدكتور محمد القرني أن اتجاه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحوارات مع الشباب، خطوة إيجابية، إذ إنه سيوضح بعض الملابسات الموجودة لدى المجتمع ويغير من نظرتهم السلبية تجاه أعضاء الهيئة، مشيراً إلى أن هذه الحوارات ستجدي نفعاً، وأن المجتمع سيتفهم أعمال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب فطرته الدينية.