أدت المخاوف من فصل صيف «مُلتهب»، إلى تزايد الإقبال على ورش صيانة أجهزة التكييف، وبخاصة مع تسجيل درجات حرارة «مرتفعة» فيما فصل الصيف لم يبدأ رسمياً بعد، إذ وصلت في أحد أيام الأسبوع الجاري، إلى 40 درجة مئوية. مع توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تشهد المنطقة الشرقية هذا الصيف، درجات حرارة «مرتفعة». ولم يفوت العاملون في هذه الورش، وأغلبهم من الآسيويين، الذين يعملون لحسابهم الخاص، استغلال هذه المخاوف، في رفع أسعارهم، حتى سجلت أجور بعض الخدمات ارتفاعاً وصل إلى ضعف ما كانت عليه قبل بدء الارتفاع في درجات الحرارة. كما استعانوا بعمال إضافيين، لتغطية الطلب المتزايد على خدماتهم في مثل هذه الوقت من العام. وأعلنت ورش التكييف حال «استنفار»، وزادت طواقمها، من طريق تدريب عمال تستقطبهم للعمل فيها خلال فصل الصيف، للمساعدة في أعمال الصيانة وغسيل المكيفات، وتغيير بعض القطع، إضافة إلى عمليات اللحام. وتكثر في موسم الصيف أعطال المكيفات في شكل ملحوظ، ما ينتج عنه سوق جديدة لعدد من العمالة «السائبة»، وبخاصة التي تعمل بالأجر اليومي، للعمل في ورش الصيانة، في بعض الأعمال التي تحتاج إلى قوة بدنية، مثل حمل المكيف، أو غسله. ويخضع هؤلاء العمال لعملية تدريب «سريعة»، تعتبر «غير كافية لاكتساب الخبرة للقيام بأعمال الصيانة الخاصة بالمكيفات»، نظراً لضيق الوقت، إضافة إلى تزايد طلبات الصيانة في هذه الفترة، ما يسهم في تزايد حدوث المشكلات بين الزبائن والعاملين، والتي تضطر العامل إلى إجراء عملية صيانة أكثر من مرة، لعدم درايته الكافية بعملية الصيانة. وتتزايد أعداد ورش الصيانة في الشرقية، وبخاصة مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة العالية، ونسب الرطوبة، التي تصاحبها زيادة في أسعار كلفة الصيانة، نظراً للإقبال الكبير عليها، إضافة إلى أن أعداد العمالة تزيد بنسبة 50 في المئة، فبعض الورش التي لا يزيد عدد عمالتها على اثنين في المواسم العادية، يصل عدد عمالها في الصيف، إلى أربعة أو خمسة عمال. وذكر سالم محمد، أنه فوجئ عند ذهابه إلى ورشة صيانة مكيفات، تقع بالقرب من منزله، بغرض إصلاح مكيفه، ب «زيادة عدد العمال في الورشة، حتى أنني شاهدت مقيماً كان يعمل سائقاً لإحدى العائلات التي تسكن في البناية التي توجد فيها الشقة التي أقطنها، لكنه تحول إلى عامل صيانة مكيفات. على رغم أنه لا يعرف شيئاً عن هذه الأعمال». فيما أوضح العامل أنه ترك عمله كسائق، ولم يجد وظيفة بديلة، لكنه وجد فرصة عمل في ورشة صيانة المكيفات خلال فترة الصيف، إلى أن تتوافر فرصة عمل أخرى له. ولا تجد الورش صعوبة في طريقة جذب الزبائن، نظراً لتزايد أعدادهم في مثل هذه الفترة، إضافة إلى استحداث طرق جديدة للترويج، من خلال توزيع الإعلانات على أبواب الشقق، أو وضعها في محال الحلاقة، أو في البوفيهات الصغيرة، وكذلك الاستعانة بحراس البنايات السكنية، وتخصيص نسب محددة لهم، في حال توفير زبائن. ولا يقتصر الأمر على ورش المكيفات المنزلية، التي تمارس هذا الدور، بل يتعدى إلى ورش صيانة مكيفات السيارات، التي يعتبر ملاكها، الصيف من أهم مواسم السنة. ويضطر الكثير من قائدي السيارات، إلى التأكد من عمل جهاز التكييف الخاص بمركباتهم، قبل بداية فصل الصيف، خصوصاً مع تزايد نسب الرطوبة في الجو، التي قد تصل في بعض الأيام إلى 90 في المئة، من خلال تغيير الفريون، أو التأكد من برودة المكيف، ما ينتج عنه خلق سوق جديدة في الصيف، وتحديداً من المسافرين بمركباتهم، والذين يقطعون مسافات طويلة.