بالتزامن مع ارتفاع دخل ورش صيانة أجهزة التكييف المنتشرة في المنطقة الشرقية، ارتفعت حدة المشاجرات بين العمال الفنيين في هذه المحال، والزبائن، الذين لا يترددون في وصف هؤلاء العمال بأنهم «محتالون في سلب أموالنا، تحت زعم إجراء صيانة لأجهزة المكيفات والمبردات». وأعاد فصل الصيف بحرارته المرتفعة، النشاط والحركة إلى ورش صيانة المكيفات، التي يتضاعف عددها مرتين خلال هذا الفصل، مستعينة بأي عدد من الأشخاص، من أجل العمل فيها في شكل موقت خلال الموسم الصيفي، لتلبية الخدمات المختلفة التي يحتاج إليها الزبائن. وتنظم ورش الصيانة ما يشبه برامج سريعة لتدريب عمالها المستجدين، على أعمال الصيانة، وتعبئة غاز «الفريون»، وتنظيف واجهات المكيفات، ولحام الثقوب في أنابيبها الداخلية، وتركيب واستبدال قطع الغيار. بيد أن هذه البرامج، «لا تنجح في إيجاد عمال لهم خبرة ودراية كافيتان في إجراء أعمال الصيانة المطلوبة»، بحسب خالد العمار، الذي حذر من التعامل مع الورش الجديدة «قد لا أبالغ إذا قلت إن ورش صيانة المكيفات في الشرقية، لا يتمتع عمالها بأي خبرة تؤهلهم للعمل في هذه الوظائف الفنية، فهم أشخاص لا عمل لهم، ويلتحقون بمجالات عمل مختلفة، بحسب مواسم الإقبال عليها». ويذكر العمار أنه يعرف «شخصاً، يعمل حالياً في إحدى ورش صيانة المكيفات، كنت لجأت إليه في عيد الأضحى المبارك الماضي، لذبح أضحية لي وسلخها، وعندما سألته عن سبب تحويله من الجزارة إلى الصيانة، اكتفى بالابتسامة التي لا تخلو من خجل»، محذراً من أن المكيفات «أجهزة تعمل على تيار كهربائي عالٍ، وأي خطأ فني في صيانتها أو توصيلاتها الداخلية، قد يسبب التماساً كهربائياً، يؤدي إلى حرائق نحن في غنى عنها»، داعياً إلى «اتخاذ التدابير والإجراءات الرسمية كافة، التي تضمن أن الأشخاص العاملين في تلك الورش، لهم دراية وخبرة كافيتان، للعمل في هذا المجال»، مؤكداً أن هذا الإجراء «لا يقل أهميةً من إجراء حصول العامل في المطاعم والبوفيهات على شهادة صحية، تضمن خلوه من الأمراض والعدوى، حتى لا تنتقل الأمراض إلى مَن يقدم لهم الطعام بيديه». ووقف عصام الحسن أمام ورشة صيانة، مطالباً بأمواله كاملة التي دفعها، مقابل إصلاح مكيفات منزله «دفعت 350 ريالاً، لصيانة أربعة أجهزة، التي لم تعمل سوى أسبوع، وعادت كما كانت قبل صيانتها، من ضعف واضح في درجات التبريد»، مضيفاً «رفضت وعود عمال الورشة بإعادة صيانة المكيفات من جديد في شكل أفضل، لعدم ثقتي في كلامهم. ولم أحصل على ما دفعت، إلا بعد أن هددت باللجوء إلى الشرطة»، مؤكداً أن «عدد ورش الصيانة، زاد في الشرقية مع دخول فصل الصيف بأسابيع فقط، ما يدعو إلى السؤال عن سر هذه الزيادة المفاجئة، ومدى تأهيل العمال فيها، والذين أشك أن غالبيتهم من العمالة السائبة غير المدربة»، مضيفاً تساؤلاً آخر: «أين كان يعمل هؤلاء قبل مجيئهم إلى ورش الصيانة؟» وتعلن ورش صيانة المكيفات عن نفسها بأساليب ترويجية مختلفة، تتنوع بين توزيع المطويات والإعلانات على المصلين أمام المساجد والجوامع، مضمنة إياها تخفيضات وخدمات مجانية، فيما ترى ورش أخرى أن وضع اسطوانات تعبئة غاز الفريون في أماكن واضحة أمام أبوابها، أفضل علامة على أن في هذا المكان ورشة صيانة. وتضم الشرقية نحو 600 ورشة صيانة مكيفات، تتفاوت في مساحتها، وعدد العمال الفنيين فيها، وفق ما ذكره مدير الصيانة في إحدى الورش عمير شكري، الذي أكد أن «محالاً كثيرة في الشرقية، سعت إلى اغتنام الموسم الصيفي، فغيرت نشاطها القديم، إلى مجال صيانة المكيفات»، مؤكداً أن هذا «أكبر دليل على أن هذه الورش لا مصداقية ولا خبرة لها، يؤهلها للاستمرار في هذا النشاط»، مطالباً البلديات ب»محاربة هذه النوعية من المحال، ومنعها من العمل».