دفعت درجات حرارة فصل الصيف العالية، إلى ازدياد النشاط والحركة في ورش صيانة أجهزة التكييف في محافظات المنطقة الشرقية، التي لامست فيها الحرارة حاجز ال45 درجة مئوية في أول أيام هذا الفصل، ما زاد من إقبال الزبائن على هذه الورش في شكل ملحوظ خلال هذه الفترة ودفع ملاكها إلى الاستعانة بعمالة إضافية، لتغطية الطلب المتزايد في مثل هذه الأوقات. واستنفرت الورش جميع طاقاتها خلال الأيام الماضية، عبر تدريب العمالة التي تستقطبها للعمل معها في جميع الأعمال التي تقوم بها، من الصيانة وغسيل المكيفات، وتغيير قطع الغيار، إضافة إلى عمليات اللحام. وعلى الرغم من عملية التدريب السريعة، إلا أن هذه الفترة تعتبر غير كافية، لاكتساب الخبرة للقيام بأعمال الصيانة الخاصة بالمكيفات، نظراً لضيق الوقت، إضافة إلى تزايد طلبات الصيانة في هذه الفترة، ما يسهم في تزايد المشكلات بين الزبائن والعاملين، التي تضطر العامل إلى إجراء عملية صيانة أكثر من مرة، لعدم درايته الكافية في عملية الصيانة. وتكثر في موسم الصيف أعطال المكيفات في شكل ملحوظ، ما تنتج منه سوق جديدة لعدد من العمالة السائبة، وبخاصة التي تعمل بالأجر اليومي، للعمل في ورش الصيانة، في بعض الأعمال التي تحتاج إلى قوة بدنية، مثل حمل المكيف، أو غسله. وتتزايد أعداد ورش الصيانة في الشرقية، وبخاصة مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة العالية ونسب الرطوبة، التي تصاحبها زيادة في أسعار كلفة الصيانة، نظراً للإقبال الكبير عليها، إضافة إلى أن أعداد العمالة تزيد بنسبة 50 في المئة، فبعض الورش التي لا يزيد عدد عمالتها على اثنين في المواسم العادية، يصل عدد عمالها في الصيف إلى أربعة أو خمسة عمال. وذكر محمد خالد، أنه تفاجأ عند ذهابه إلى ورشة صيانة المكيفات التي تقع بالقرب من مسكنه، بغرض إصلاح مكيفه، بزيادة عدد العمالة في الورشة، إذ شاهد مقيماً كان يعمل سائقاً لإحدى العائلات التي تسكن في بنايته، لكنه تحول إلى عامل صيانة، على الرغم من أنه لا يعرف شيئاً عن أعمال صيانة المكيفات. وحين وجه له السؤال، أشار العامل إلى أنه ترك عمله كسائق منذ فترة طويلة، ولم يجد وظيفة بديلة، لكنه وجد فرصة عمل في ورشة صيانة المكيفات خلال فترة الصيف، إلى أن تتوافر فرصة عمل أخرى له. ولا تجد الورش صعوبة في طريقة جذب الزبائن، نظراً لتزايد أعدادهم في مثل هذه الفترة، إضافة إلى استحداث طرق جديدة للترويج، من خلال توزيع الإعلانات على أبواب الشقق، أو وضعها في محال الحلاقة، أو في البوفيهات الصغيرة، وكذلك الاستعانة بحراس البنايات السكنية، وتخصيص نسب محددة لهم، في حال توفير زبائن لهم. ولا يقتصر الأمر على ورش المكيفات المنزلية التي تمارس هذا الدور، بل يتعدى إلى ورش صيانة مكيفات السيارات، التي تعتبر من أهم مواسم السنة لملاك هذه الورش، إذ يضطر الكثير من قائدي السيارات إلى التأكد من عمل جهاز التكييف الخاص بمركبته، قبل بداية فصل الصيف، وخصوصاً مع تزايد نسب الرطوبة في الجو، التي قد تصل في بعض الأيام إلى 90 في المئة، من خلال تغيير «الفريون»، أو التأكد من برودة المكيف، ما ينتج منه خلق سوق جديدة في الصيف، وتحديداً من المسافرين بمركباتهم إلى مسافات طويلة. وعلى رغم «التبرم» الذي يبديه أصحاب المنازل والسيارات، من ارتفاع أجور الصيانة في الورش، إلا أنهم يجدون أنفسهم «مضطرين» لخدمات العاملين في هذه الورش، وربما «التودد لهم»، بحسب قول سعود الشهري، الذي يذكر أنه اضطر إلى جلب «واسطة» لإقناع مدير ورشة آسيوي، بإصلاح أعطال في أجهزة تكييف منزله. وقال الشهري: «السعر الذي تقاضاه مني نظير خدماته، يصل إلى ضعف ما كنت سأدفعه له لو لم أكن مضطراً، فهو يستغل حاجة الزبون إلى مكيف يطفئ لهيب الحرارة في المنزل، الذي تحولت غرفه إلى أفران، بسبب الحرارة المرتفعة في الصيف، فيرفع السعر، وربما يختلق أعطالاً إضافية، لا وجود لها، كي يحصل على أجر إضافي».