من أجل «الهجن» هجر المواطن سليمان بن رويشد الجهني وظيفته العسكرية بعدما تأكد أن هوايته ستتحول إلى مهنة تدر عليه عائداً مالياً يحقق له الاستقرار، وبالفعل صدقت رؤيته إثر بلوغ حجم أرباحه المالية من مشاركاته في سباقات الهجن إلى أكثر من 12 مليون ريال أخيراً. وعمل ابن رويشد بعد تفرغه للهجن على إنتاج الإبل وشراء أنواع مختلفة، إذ أصبح الآن من مقر إقامته في المدينةالمنورة يتابع نتائج قطيعه في سباقات الهجن في مختلف ميادين المملكة ودول الخليج. ويقول ابن رويشد في حديثه إلى «الحياة» إنه بعد فترة وجيزة من احتراف هذا المجال، وفي مدة زمنية أقل من ثلاث سنوات، حقق أرباحاً وصلت إلى 12 مليون ريال كان يستحيل عليها تحقيقها في أي وظيفة. وأوضح أنه كسب أكثر من 100 سيارة من خلال مشاركاته في ميادين الهجن، وآخر إنجازاته كأس سباقات رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعند سؤاله عن أول سيارة كسبها من سباقات الهجن، أجاب «كانت في أول شوط جذاع في ميدان الطائف عن طريق بكرة أملكها اسمها منحاف، ثم انتقلت بعد تلك الجائزة الغالية إلى مشاركات وجوائز متعددة في الخليج العربي». ويرى أن الركض في ميدان الهجن لا يكون الهدف الدائم منه بالنسبة للمالك ربح الجوائز لكنه أحياناً يكون للتنشيط، أو لاختبار المطية. واعتبر ميدان ينبع من أقدم وأفضل ميادين الهجن في المملكة، مرجعاً السبب إلى قدمه في نطاق السباقات والجوائز كونه شهد تنظيم سباق على سيارتين قبل 27 عاماً، ولم يسبقه في إجراء هذا النوع من المسابقات سوى ميدان الرياض. ويبين أن أغلى عملية بيع أجراها كانت لبكار بمبلغ وصل إلى 2.5 مليون ريال، موضحاً أنه رفض بيع «بكرة» بمبلغ يصل إلى 3.5 مليون ريال رغبة منه في استغلال إنتاجها، والحصول على إنجازات جديدة بواسطتها. وقال إن مبيعات ميدان ينبع سنوياً تصل إلى ستة ملايين ريال، وقد يرتفع أو يقل عن المبلغ المذكور حسب السباق والمشاركات في كل عام. وأشار إلى أن أشهر فحول الهجن الشهيرة في ينبع لا تخرج عن الذيب، والواصل الذي يصل ثمن الواحد منها إلى نحو خمسة ملايين ريال، مضيفاً «وقد بيعت إحدى بنات الواصل بمبلغ خمسة ملايين ريال». وأغلى عملية بيع أجريتها في ينبع لبكرة اسمها رياسة بيعت لأحد شيوخ قطر بمبلغ 2.5 مليون ريال، وربحت بعد بيعها بندقية. وطالب ابن رويشد بتطوير رياضة الهجن الأصيلة من طريق البداية بسن الركض وتحديد مسافاتها، إضافة إلى إجراء ركض في الميادين الرسمية كل 14 يوماً للمحافظة على مهارة الهجن كون المطية يوضع لها برنامج ينبغي المحافظة عليه سواء في التدريب أو في السباقات المجدولة.