على رغم إعلان المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة المياه الوطنية في بيان مشترك قبل أيام، عودة ضخ المياه إلى معدلاتها الطبيعية في مدينة الرياض، بعد الانتهاء من أعمال الصيانة الطارئة لمحطات التحلية في مدينة الجبيل، إلا أن مواطنين ومقيمين كثراً أكدوا ل«الحياة» أن مشكلة ضعف المياه لا تزال قائمة، بل وازدادت حدتها خلال الأيام الأخيرة. واستهجن ياسر الدوسري الذي يسكن حي الخليج (شرق مدينة الرياض) تصريحات مسؤولي «تحلية المياه» و«المياه الوطنية»، عن انتهاء المشكلة، مؤكداً أن أهالي الحي يعيشون معاناة حقيقية بسبب ضعف كمية المياه الموزعة عبر شبكة الحي منذ أسابيع. وأضاف أنه كلما اشتكى إلى الجهات المعنية، يتلقى وعوداً بسرعة إنهاء المشكلة لكن الوعود لا تنفذ. وتابع: «ما يصلنا من المياه قليل جداً يملأ ثلث الخزان فقط، ما يدفعنا إلى شراء كميات كبيرة من المياه بمبالغ خيالية من صهاريج باتت تجوب الحي وتفرض أسعارها التي تصل إلى 300 ريال للصهريج الواحد»، لافتاً إلى أن أصحاب البقالات في الحي يعيشون أياماً ذهبية، إذ يبيعون كميات كبيرة من قوارير المياه. وفيما يتعلق بالطريقة التي تعتمدها شركة المياه الوطنية، والتي تتمثل في إرسال صهريج مياه مدفوع التكاليف للمشتركين الذين انقطعت عنهم المياه، قال الدوسري: «هذه الصهاريج توزع لبعض الأهالي دون الآخرين، وعلى رغم تواصلي من الجهات المعنية إلا أنهم سرعان ما يعودون إلى طريقتهم القديمة المتمثلة في الوعود فقط»، مناشداً الجهات المسؤولة ضرورة الإسراع لإنهاء الأزمة عبر زيادة ضخ المياه، وتشديد الرقابة والمحاسبة على الجهات المتسببة في تواصل المشكلة منذ أسابيع. إلى ذلك، أكد المقيم مصطفى محمد الذي يسكن في حي المربع وسط مدينة الرياض، أن نقص المياه في الحي مستمر منذ أكثر من 8 أشهر، ويصل أحياناً إلى حد الانقطاع التام. وأضاف أنه استبشر خيراً بإعلان شركة المياه الوطنية والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة انتهاء أزمة المياه قبل أيام، لكنه فوجئ قبل يومين بأن المياه لم تصل إلى منزله في الموعد المحدد لها: «وحين اتصلت بالرقم المخصص للخدمات في الشركة أجابني الموظف بأن الشركة ستتبع منهجاً جديداً في توزيع المياه يقضي بقطع المياه عن الحي 3 أيام وعودتها في اليوم الرابع بدلاً من الإجراء الذي كان متبعاً سابقاً وهو قطع المياه يومين وعودتها في اليوم الثالث». واستغرب هذا الإجراء، خصوصاً أن المياه تصل ضعيفة ولا تكفي لملء خزان المياه، ما يجبره على شراء المياه بمبالغ خيالية على حد قوله. ولفت إلى أن انقطاع المياه أو تأخر وصولها يحدث دون سابق إنذار أو تقديم اعتذار للمشتركين، منتقداً الطريقة التي تنتهجها شركة المياه لتوصيل الصهاريج إلى بيوت من انقطعت عنهم المياه. وتابع: «عندما تنقطع المياه نتصل بشركة المياه، فيطلب الموظف قدومنا إلى مقر تعبئة الصهاريج للحصول على حمولة صهريج، ولا يراعون انشغال المشتركين أو عجزهم عن الحضور لسبب أو لآخر». وأكد عبدالرحمن القصبي الذي يقطن في حي الريان (شرق الرياض)، أن انخفاض ضخ المياه في شبكة الحي منذ ما يزيد على شهرين كبده خسائر مالية كبيرة لأنه اضطر إلى شراء حمولة ما يزيد على 5 صهاريج حتى الآن، مشيراً إلى أنه تقدم ببلاغات حيال هذه المشكلة، ولم يتلقَّ أي رد إيجابي. وكانت «الحياة» نشرت قبل أيام عن معاناة ساكني أحياء الوادي والنسيم والمصيف من نقص المياه، واضطرارهم إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة تصل إلى 200 ريال للصهريج الواحد. يذكر أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة المياه الوطنية أصدرتا بياناً مشتركاً قبل أيام، أكدتا فيه عودة ضخ المياه إلى معدلاتها الطبيعية في مدينة الرياض، بعد الانتهاء من أعمال الصيانة الطارئة لمحطات التحلية في مدينة الجبيل، مشيرتين إلى أنهما تتابعان وتنسقان جهودهما بشكل مستمر. ولفت بيان الجهتين إلى أن مدينة الرياض تعتمد على مصدرين رئيسيين للمياه هما مياه البحر المحلاة من الجبيل، ومحطات تنقية مياه الآبار الجوفية، وتبلغ كمية الاستهلاك اليومي لمدينة الرياض نحو 1.8 مليون متر مكعب في اليوم، كما يبلغ معدل متوسط استهلاك الفرد 330 لتراً في اليوم، وهو من أعلى المعدلات في العالم. الشبل يعزوها إلى النمو السكاني .. ويؤكد انتهاء المشكلة بمحطة جديدة