ونحن في نهاية الموسم الرياضي، نتساءل من البطل الذي أكل الجو في الوسط الرياضي لهذا الموسم؟ أظن سيتفق معي كثيرون أن «تويتر» هو البطل بلا منازع، الذي استطاع، وخلال فترة بسيطة أن يتسيد كل شيء، وأصبحت القنوات الإعلامية كافة تعده المصدر الرئيسي للخبر، والطريق الأسرع للمعلومة. أصبح الجميع يشاهد المباريات، وعين على المباراة، والأخرى على ال«تايم لاين» «التويتري»، ليرصد كل التحولات داخل وخارج الملعب، بل ويسمع الانتقادات، والتفاعلات على الهواء مباشرة. ال«تايم لاين» يجعلك ترى المباراة بألف عين وعين، ومع تنوع فكري غريب يمنحك الخيارات، ويتسبب في استفزازك أحياناً، فتخرج عن النص. اللاعبون والإعلاميون أصبح لهم وجودهم «التويتري» أكثر من وجودههم في صحفهم وقنواتهم، وجمال حضورهم يكمن أنه بلا زيف، أو مجاملة، أو مراعاة للجهة التي يتبعونها. المفروض من إدارة الإعلام والنشر في الرئاسة العامة لرعاية الشباب إنشاء وحدة خاصة ل«تويتر»، إما تفاعلاً مع الآراء التي فيه، أو الرفع للجهات المعنية رياضياً بالأفكار التي تناقش من خلاله. «تويتر» شئنا أم أبينا أصبح السلطة الخامسة، ومن خلاله يتم القضاء على أحد، ويتم رفع منزلة آخر، فما يحفل به «تويتر» ما إن نصافح آراء شاذة وتقوم القيامة على صاحبها، وأسهل شيء أن يقول صاحب الحساب إنه «مخترق»، أو إنه «منتحل شخصيته»، وهنا تبرز معادن الأشخاص، والرأي الذي يخرج منها. وما قدمه «تويتر» الرياضي هو الصوت النسائي الذي وجد منبراً يطل من خلاله، ويظهر قدرات ليست بالسهلة أبداً، ويظهر أن الرياضيات الصحافيات قادمات! من أجمل ما يصافحها به «تويتر»، هو رأي رئيس النادي أو مدير الكرة بعد قضية معينة أو خبر معين، فيخرج لنا آخر الليل بعبارات هادئة تحفظه من الزلل، وتخرس ألسن عاثت الليل غمزاً و لمزاً فيه، ويخرج وينهي كل المسلسلات. «تويتر» أيضاً حرص من خلاله مقدمو البرامج الرياضية على تأليب البعض، وتقديم مواد ساخنة قد لا تتحمل سخونتها مطبخ برنامجه، ويتجاوز بها المهنية التي قد تفرملك كثيراً. الصحف الالكترونية، وكما استطاعت أن تهزم الصحافة الورقية في الخبر وتفاعلاته زمنياً ومكانياً، جاء «تويتر» ليهزمها، ويتصدر المشهد الإعلامي لوحده، والأيام كفيلة ببطل آخر يزيحه عن الصدارة ويفوز هو بالمتابعة الأكثر والأوفر حظاً. [email protected]