في مسلسل دام يتكرر كل يوم، وأبطاله كالعادة «سعوديون»، اختار تنظيم «داعش» في سورية سعوديين لتنفيذ عمليتين انتحاريتين بشاحنتين مفخختين، كان يقودهما سلطان متروك القحطاني، ومحمد العوشن، ضد قوات النظام السوري، وتحديداً استهداف اللواء 93 في محافظة الرقة أمس (الخميس). وأعلن تنظيم «داعش» أمس تحرير اللواء 93 التابع للجيش السوري في معارك ضارية امتدت يومين، قبل أن يعلن السيطرة الكاملة عليه، والتي ابتدأها السعوديان القحطاني والعوشن، بإحداث انفجارين شديدين استهدفا بهما بوابة اللواء، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوري، إضافة إلى مقتل منفذي العملية. وكشف مصدر مقرب من أسرة القحطاني تحدث إلى «الحياة» (فضل عدم الكشف عن هويته)، عن أن محمد متروك القحطاني كان معلماً في المرحلة الثانوية متخصصاً في «الفقه»، وكان مشرفاً على جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة الرياض قبل أن يعتنق الفكر التكفيري عبر فرع القاعدة في اليمن، إلا أنه لم يستمر طويلاً بعد إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي التحق بها أخيراً. وأشار إلى أنه كان يقاتل مع «داعش» في العراق قبل أن ينتقل إلى الأراضي السورية أخيراً، ليجد نفسه أمام مهمة انتحارية بشاحنة مفخخة استهدفت اللواء 93 التابع للجيش السوري في محافظة الرقة. والقحطاني هو منفذ العملية الانتحارية الثانية في الهجوم، الذي سيطرت فيه «داعش» على اللواء 93، إذ سبقه شاب تركي، يحمل اسماً حركياً «أبوحذيفة التركماني»، ولحقه شاب سوري، وهو «أبوعبدو الشامي». فيما يحمل القحطاني اسم «أبوهاجر الجزراوي المهاجر»، وعرف بلقب «فقيه المعسكر». وكان بايع أبابكر البغدادي بالخلافة، عبر معرّفه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كما كان القحطاني يؤم الناس بالصلاة في أحد مساجد مدينة الرياض، ومشرفاً على إحدى حلقات القرآن الكريم، وأعطى دروساً فقهية في محافظة الرقة. وأقام مخيمات دعوية للناس عموماً. وحاول القحطاني تنفيذ عمليات انتحارية سابقة، إلا أنها أُلغيت سلفاً. أما زميله الآخر عمر العوشن (24 عاماً)، والذي التحق بالتنظيم قبل عامين، كان طالباً في إحدى الجامعات في مدينة الرياض قبل أن يلتحق بالتنظيم في شكل مفاجئ، وتم اختياره مع القحطاني للقيام بأعنف عملية انتحارية استهدافت ثكنة عسكرية للجيش السوري في محافظة الرقة. كما قُتل في الهجوم الشاب السعودي سلطان الدويش المعروف ب«بلال الجزراوي»، متأثراً بطلقة في رأسه بعد هجومه، أصيب بها خلال مشاركته في الهجوم على اللواء 93، والدويش هو الأمير السابق للقطاع الشمالي التابع للدولة الإسلامية في سورية، والتحق بتنظيم «الدولة الإسلامية» بعد إيقاف اثنين من إخوته في السجون السعودية، ووجهت إليهما تهم ذات طابع أمني. وأصيب الدويش بطلقة في رأسه أثناء الهجوم ومات متأثراً بإصابته، ما جعل عملية الهجوم على اللواء «حجة» لعناصر التنظيم في وجه من يشكك في «الدولة الإسلامية». ولحق الدويش والقحطاني، السعودي عمر العوشن «أبوخطاب النجدي»، الذي قتل أيضاً في «عملية انغماسية»، وهو الوصف الذي يفضله عناصر «داعش» للعمليات الاقتحامية. فيما تداول عناصر «داعش» صورة دموية لأحد السعوديين من زملائهم سلطان الحربي، وهو يحمل رأس أحد ضباط النظام، متفاخراً بعد نحره. يذكر أن اللواء 93 يقع في قرية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي. ويمتد على مساحات واسعة من الأراضي. ويتبع إدارياً للفرقة 17، التي سيطر عليها تنظيم الدولة أخيراً. ويضم اللواء نحو 40 دبابة، وعشرات العربات من نوع «بي إم بي»، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.