هل يكون عبد العزيز السعوي وعبد الله السديري آخر المغرر بهم على أيدي الجماعات المتشددة؟ لقد ذهبا ضحية لهذه الجماعات التي أقنعتهم بالذهاب إلى سوريا، والانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا "داعش"، حيث نفذا عمليتين انتحاريتين في محافظة الرقة، الخميس الماضي. ورصدت صحيفة "الحياة" الدولية في استقصاء لها تفاصيل مسيرة الانتحاريين السعوديين، فقالت إن تنظيم "داعش" اختار السديري والسعوي لتنفيذ هجومين انتحاريين بعمليتين متتاليتين في محافظة الرقة فجر الخميس الماضي، بقيادة سيارتين مفخختين، ارتطمتا بحاجز تابع للجيش السوري، فيما قام عبد العزيز صالح السعوي بالعملية الأولى، ليلحقه عبد الله صالح السديري بعملية ثانية. وأوضحت الصحيفة أن السلطات السعودية كانت أفرجت عن عبد الله صالح السديري، المكنى لدى التنظيم الإرهابي ب"كساب النجدي" و"أبو صهيب الجزراوي"، في يونيو 2012، الذي سجن بتهمة الترويج للتنظيمات الإرهابية، وكان عمره 17 عامًا، وعلى رغم صغر سنّه إلا أنه حاول الانضمام إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أعوام، والتحق ب"جبهة النصرة" في فبراير 2013. ويعتبر السديري أحد المحرضين والمروجين للأفكار الضالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والناشطين في المطالبة بالإفراج عن المعتقلين من تنظيم القاعدة، كما احتفل بإعلان "الخلافة الإسلامية" مطلع الشهر الجاري، واعتبر ذلك حلمًا تحقق. والسديري هو ابن المعتقل صالح سليمان السديري الموقوف منذ عام 2007 في السعودية، بتهمة صلته بالجماعات الإرهابية. كما تم توقيف والدته أم أيوب السديري بالتهمة ذاتها. أما السعوي، المكنى ب"أبي خطاب الجزراوي"، فانضم إلى مقاتلي داعش أواخر يونيو الماضي، ليلحق بشقيقه إبراهيم صالح السعوي، المكنى بأبي بتار النجدي، الذي قتل في سبتمبر الماضي في سوريا. والسعوي هو خال "هيلة القصير"، التي أوقفتها السلطات الأمنية السعودية بعدما ثبت تورطها في دعم الإرهابيين بالمال والعناصر النسائية، وهي من عناصره النشطة. وصلى السعوي العشاء إمامًا في مسجد الحمزة، وبعدها بدأ تجهيز نفسه لعمليته الانتحارية، وظهر في إصدار "صليل الصوارم"، التابع لتنظيم داعش.