اتهمت أسرة شاب توفي في حادثة مرورية قبيل عيد الفطر، مستشفى حكومياً في محافظة الأحساء ب «إهمال» جثة ابنها، وتركها في العراء لمدة ثماني ساعات، ما أدى إلى حدوث أضرار في الجثة، لافتين إلى أن المستشفى تعامل معها ب «ما يخل في كرامة الموتى». وفي المقابل، رفضت مديرية الشؤون الصحية ما أوردته الأسرة من اتهامات، مؤكدة أن كوادرها تعاملوا مع الموقف «وفق الأصول النظامية». إلا أنها كشفت عن إجراء تحقيق فيما جرى. واستقبل مستشفى الملك فهد في الهفوف، جثة الشاب سليمان أحمد العريفج، الذي فارق الحياة إثر تعرضه لحادثة مرورية في الأيام الأخيرة من رمضان المبارك، أثناء قدومه وأخيه وابن أخته وصديقه من شاطئ العقير، إذ انحرفت بهم السيارة لتنقلب مرات عدة، وباشر الحادثة رجال المرور والدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر، الذين تولوا إنقاذ المصابين ووضع الجثة في «كيس» مخصص لنقل الموتى في الحوادث، ونقل الجميع إلى مستشفى الملك فهد وتم إجراء الإسعافات الأولية للمصابين، بيد أن الجثة نُسيت بعد تسلمها في غرفة قريبة من ثلاجة الموتى، من دون إدخالها إلى الثلاجة لفترة تجاوزت ثماني ساعات. وقال خال المُتوفى خالد الدوخي ل «الحياة»: «فجعنا بالحادثة التي وقعت لابن أختي ورفاقه (أعمارهم بين 20 إلى 28 عاماً). ولكننا اعتبرناها قضاءً وقدراً، وعلمنا بأن المصابين والجثة نقلوا إلى مستشفى الملك فهد في العاشرة صباحاً من الجمعة الأخيرة في رمضان المبارك، وفي السادسة مساءً ذهبنا وبرفقتنا عدد من أفراد العائلة لتسلم الجثة، ولكن موظف المستشفى أخبرنا بأنه بدأ الدوام من الواحدة ظهراً، وليس لديه أية معلومة أو تقرير من المناوبين في الفترة الصباحية يفيد بأن المستشفى تسلم جثة متوفى باسم ابن أختي». وأسفرت عمليات البحث التي أجراها الدوخي والموظف عن العثور على جثة المتوفى في غرفة قريبة من ثلاجة الموتى. وأضاف: «وجدنا جثة ابن أختي المتوفى موضوعة في كيس مخصص لنقل المتوفين في الحوادث وكانت خارج الثلاجة، أي أنها كانت هناك منذ استلام الجثة في العاشرة صباحاً وحتى وصولنا في السادسة مساءً»، مردفاً: «طلبت من الممرض المسؤول أن يخبر الطبيب ليفحص الجثة، إلا أن الموظفين المختصين بتقليب الجثة لم يكونوا موجودين على رأس العمل حينها، ورفض الطبيب إجراء الفحص حتى يأتي الموظفون لمساعدته في تقليب الجثة». وأبدت الأسرة استعدادها لمساعدة الطبيب في تقليب الجثة لإكمال الفحص، ولكن اقتراحها جُوبه بالرفض التام من الطبيب، وتم تسلم الجثة على مسؤولية الأسرة، حتى يتم تغسيلها والصلاة على المتوفى ودفنها في المقبرة. وقال الدوخي: «تسلمنا الجثة، ونقلت إلى المغسلة وهناك وجدنا أثناء فتح الكيس أن الجثة مليئة بالتراب على الوجه وبقية الجسد، كما كانت هناك بداية علامات التعفن والتصاق الجلد في الكيس وانبعاث الرائحة، لوجود الجثة لفترة طويلة داخل الكيس في ظل حرارة الأجواء، وإهمال الموظفين والطاقم التمريضي والطبي في المستشفى، بعد أن تركت الجثة لأكثر من ثماني ساعات من دون أخذ الإجراءات اللازمة، والتحفظ عليها داخل ثلاجة الموتى»، مضيفاً: «قمنا بتغسيل الجثة بحذر، خوفاً من إزالة الجلد من الجسد».