موسكو، باريس- أ ف ب - اعتبرت روسيا أن تنظيم «القاعدة» ومجموعات متحالفة معه تقف «وراء الاعتداءات» التي وقعت مؤخراً في سورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف للصحافيين أمس «بالنسبة لنا من الواضح جداً أن مجموعات إرهابية تقف وراء ذلك -القاعدة وتلك المجموعات التي تعمل مع القاعدة». ووقع تفجيران انتحاريان في دمشق الأسبوع الماضي وأسفرا عن سقوط 55 قتيلاً وإصابة 372 بجروح ما أثار مخاوف من أن تكون عناصر متطرفة تستغل الأزمة المستمرة في سورية للقيام بأعمال عنف. واعتبر غاتيلوف، الذي عارضت بلاده بشدة الضغوط الغربية لاتخاذ موقف متشدد ضد النظام السوري، انه من غير المرجح في الظروف الراهنة أن تجري مفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية. وأضاف «من الصعب القول كيف ستتطور الأمور، لكن في الوقت الراهن فإن ظروف جلوس الطرفين إلى طاولة مفاوضات غير متوافرة». وحذر غاتيلوف من أن النزاع قد يصبح طويل الأمد بين الطرفين لأن أياً منهما غير قادر على إلحاق ضربة قاضية بالآخر. وقال «إن النزاع يصبح طويل الأمد ومن الصعب القول إلى متى سيستمر». وتابع «لدينا وضع يوجد فيه توازن من نوع ما بين القوات الحكومية ومجموعات المعارضة. والنتيجة الأسوأ هي استمرار هذه المراوحة». وقال غاتيلوف إن روسيا «لم تقل مطلقاً إنه إما الأسد أو لا أحد. ذلك ليس هدفنا. نحن لا نتمسك بأي شخصية سياسية محددة». وأضاف أن الجيش الروسي «يحاول ممارسة نوع من ضبط النفس» من خلال عدم إمداد القوات السورية ب «أسلحة هجومية» مثل الدبابات الثقيلة. إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً فكرة أن تنهي روسيا علاقاتها العسكرية الطويلة والمربحة مع النظام السوري. وقال «بالطبع، وعلى خلفية مثل هذا الدعم العسكري الكبير للمعارضة - لا يمكننا إلا أن نأخذ هذا في الاعتبار». وأكد أنه «من الخطأ أن نترك الحكومة السورية من دون وسائل للدفاع عن النفس». وأعلن السفير الروسي في باريس الكسندر اورلوف انه لا تزال هناك فرص لنجاح خطة الموفد الدولي -العربي إلى سورية كوفي أنان، مشدداً على أن روسيا «ستبذل كل ما بوسعها» لتجنب فشل هذه الخطة. وقال السفير اورلوف رداً على سؤال خلال برنامج مشترك بين تلفزيون «تي في 5» وإذاعة فرنسا الدولية وصحيفة الموند «إن خطة أنان قد تكون الفرصة الأخيرة لسورية. نعتقد أن لهذه الخطة فرصاً للنجاح». وتابع «أن روسيا ستبذل كل ما بوسعها لكي لا تفشل خطة كوفي أنان. لا بد من إعطائها فرص استنفاد منطقها».