يتفاجأ خبراء الحكومة السويسرية في برن بأن عدد الأغنياء، الذين يعيشون في سويسرا، أكبر من عدد الفقراء. اذ في مقابل حوالى 330 ألف سويسري يملك كل منهم ما لا يقل عن مليون فرنك سويسري (820 ألف يورو)، في حسابه المصرفي، يعيش 250 ألف فقير بفضل الخدمات الاجتماعية التي تقدمها لهم الإدارات المحلية. ولافت أن عدد الأغنياء السويسريين ينمو بمعدل يساوي معدل ارتفاع عدد الفقراء سنوياً، وتشمل الطبقة الفقيرة مئات الأشخاص العاطلين من العمل، منذ مدة طويلة، وآخرين ليست لديهم الكفاءات العملية أو الجامعية الضرورية. كما أن معظم الفقراء ليسوا سويسريي الجنسية بل من الدول الأفقر في الاتحاد الأوروبي. وهناك قلة من الفقراء المقيمين في سويسرا يحملون الجنسيات الفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية، بما أن رعايا هذه الدول تعتبرهم حكومة برن القاطرة القادرة على تزويد البلد بالقوى العاملة اللازمة لنهضة الاقتصاد السويسري. صحيح أن عدداً لا بأس به من السويسريين يستفيد من المبالغ الشهرية التي يقدمها قسم الخدمات الاجتماعية في كل كانتون، لكن أكثر المستفيدين هم من حنسيات أخرى. يُذكر أن أي عامل في سويسرا يحصل على مبلغ شهري من الضمان الاجتماعي يبلغ 1300 فرنك تقريباً إضافة الى دفع الضمان الاجتماعي كلفة ايجار السكن لكل مستفيد من خدماته. ويرتفع عدد الأغنياء السويسريين منذ العام 2010 بمعدل 10 في المئة سنوياً، كما توجد طبقة من الأغنياء السويسريين الجدد، وُلدت بسرعة بعد أن باشر الاقتصاد العالمي الخروج من الأزمة المالية. كما يلعب انتعاش أسواق الأسهم الدولية دوراً في ولادة أغنياء جدد. وتشير التوقعات الى ارتفاع عدد الأغنياء السويسريين في الأعوام المقبلة بشدة. وعلى رغم ان السنة لا تزال في منتصفها، تمكن بعضهم من جني أرباح لا تقل عن بليون فرنك من جراء قيامه بمضاربات شرسة مصحوبة بأخطار مرتفعة جداً في أسواق المال الدولية.