ارتفعت طلبات المساعدات الاجتماعية في سويسرا العام الماضي في حين توقع مراقبون استقرارها هذه السنة، باستثناء بعض الظروف الاقتصادية التي قد تطرأ وتُسبّب أزمة مالية لدى بعض الطبقات الاجتماعية. ولكن لا بوادر حتى الآن لأي قلق لدى الحكومة، فعدد طلبات المساعدات الاجتماعية التي تتضمن معاشاً شهرياً لسنة قفز إلى نحو 236 ألفاً، أي زاد بمقدار خمسة آلاف طلب مقارنة بعام 2011. وبما أن هذه الزيادة رست على 2.2 في المئة ولم تتجاوز بعد ثلاثة في المئة، ستسعى الحكومة الفيديرالية إلى إعادة دمج طالبي المساعدات الاجتماعية، ومعظمهم عاطلون من العمل، في البنية التحتية الصناعية. ويمكن رسم خريطة صغيرة للمساعدات الاجتماعية والمالية، ففي وسط سويسرا، ومن ضمنها كانتون برن، وشرقها، زاد العدد أقل من اثنين في المئة العام الماضي، أما الكانتونات في غرب سويسرا التي تتبنى رسمياً اللغة الفرنسية، فزاد العدد أكثر من 3.5 في المئة، ما يعكس فجوة غير متوقعة تشطر سويسرا إلى قسمين. القسم الأول، أي وسط سويسرا وشرقها، ما زال متمسكاً بعدم تسريح الموظفين بسهولة من المؤسسات الخاصة، أما في القسم الثاني فأوضاع الوظائف تعاني أزمة غير معروفة الأبعاد، وهذا أمر غير مألوف بعد في الكانتونات السويسرية الناطقة باللغة الفرنسية حيث يعيش أكثر من 60 في المئة من الأغنياء السويسريين. أعمار المستفيدين وفي ما يتعلق بالفئات العمرية للمستفيدين من المساعدات، تراوح أعمار الفئة الأولى، والتي تمثل خُمس الإجمالي، بين 18 و25 عاماً، وهؤلاء يصنفهم خبراء بالفئة الضعيفة لأنهم يحتاجون إلى شهادة جامعية وخبرة أولية ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم مالياً. أما الفئة الثانية فتتضمن أشخاصاً تراوح أعمارهم بين 46 و64 عاماً، وهؤلاء يصفهم خبراء بالأقل حظاً بسبب انتكاسة صحية أو وظيفية أصابتهم، مثل التسريح أو الطرد من العمل. ويعوّل أكثر من ثلث المسجلين على المساعدات الاجتماعية بنسبة 100 في المئة أي أنهم لا يستطيعون تأمين حاجاتهم الشهرية من دونها أو دفع إيجار المنزل. وتبلغ قيمة المساعدات للذين لم يحصلوا على وظيفة بعد، 1300 فرنك سويسري (1405 دولارات) شهرياً، بينما بالنسبة للموظفين الذين تركوا عملهم لسبب ما فيتلقون لغاية 80 في المئة من معاشهم السابق، أي نحو 4800 فرنك شهرياً. وفي الحالتين، يتدخل مكتب المساعدات الاجتماعية «سوتسيال هيلفي» في كل الكانتونات لتأمين شقة للعاطلين من العمل، تُخصم كلفتها الشهرية من المعاشات الاجتماعية. يذكر أن سويسرا هي الأفضل أوروبياً لجهة كمية المساعدات الاجتماعية المقدمة للمحتاجين ونوعيتها.