دق رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط ناقوس الخطر نتيجة الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني من جانب المجموعات الإرهابية والتكفيرية في بلدة عرسال البقاعية، وقال: إن حصانتنا وضمانتنا الدولة والجيش والأجهزة الأمنية، لأن الوطن يمر اليوم وأكثر من أي وقت مضى في خطر من المجموعات المسلحة، ومن الفكر المغلق التكفيري محذراً من أن الآتي على لبنان أصعب من الذي سبق. جاء كلام جنبلاط في سياق سلسلة من المواقف أطلقها أمس في جولته على بلدتي الشويفات ودير قوبل، والتي تخللتها لقاءات مع كوادر الحزب التقدمي الاشتراكي في حضور وزراء جبهة النضال ونوابها ومسؤولي الحزب في منطقة عاليه. وقال جنبلاط: سأختصر بكلمة واحدة الأحداث التي نمر فيها، خصوصاً بعد الاعتداءات التي استهدفت الجيش اللبناني. اليوم الوطن بخطر من الإرهاب ومن تلك المجموعات المسلحة التي تعتدي على سيادة الوطن وعلى جيشنا الباسل لذلك فإن هذا الخطر يبقى فوق كل اعتبار، وأن أي خلاف داخلي أو نقاش يبقى عقيماً أمام هذا الخطر. وأكد أن مهمتنا واحدة هي التضامن مع الجيش وتأييده إلى جانب القوى والأجهزة الأمنية في مواجهة الفكر التكفيري الذي هو غريب عنا. وقال: «إني أحيي شهداء الجيش الذين سقطوا في عرسال وأيضاً أهالي هذه البلدة الصامدة لأن هناك شهداء منها تضامنوا مع الجيش في مواجهة تلك المجموعات المسلحة». وحيا جنبلاط تضحيات الجيش والقوى الأمنية في المعارك السابقة في طرابلس وصيدا وغيرهما وقال: «لا ملاذ ولا مفر لنا إلا بتأييد الدولة وفي مقدمها الجيش». وتمنى الخروج من هذا النقاش السياسي العقيم الذي يدور من حين لآخر حول رئاسة الجمهورية وغيرها وأن نتمكن من الوصول إلى انتخاب رئيس جديد وتثبيت دعائم الدولة لتقوم بواجباتها. ولفت إلى أننا استخدمنا لنتقاتل سوياً في لبنان لكن لعبة الأمم كانت أكبر منا، وتصالح لبنان والجبل والتاريخ لم يقف في 11 أيار (مايو) (في إشارة إلى أحداث عام 2008) ولا في 16 آذار (مارس) 1977 (يوم اغتيل كمال جنبلاط) وقال: «نريد أن نرى الذي سيأتي من فكر «داعش» ومن يفجر نفسه في الكنائس وهو خطر على كل لبنان». وشدد على أننا في حاجة إلى التعاون مع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي بادرت إلى زيارته الأسبوع الماضي، وليس صحيحاً القول إن ذهاب الحزب إلى سورية استحضر «داعش» إلى لبنان. وأردف: أن «شباب «حزب الله» يستشهدون في سورية وأن بطل معركة مارون الراس ضد إسرائيل في حرب تموز (يوليو) 2006، استشهد بالأمس في العراق، ونحن نضيع وقتنا في موضوع الرئاسة، والنائب هنري حلو لم يترشح لرئاسة الجمهورية ليكون عقبة وستكون لدينا مبادرة قريباً». وأشار جنبلاط إلى أن الوحدة الوطنية بكل مكوناتها أهم بكثير من بعض الشكاوى، ومن بعض ما حصل في 11 أيار. وقال صافحت الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1977، على رغم أنني أعرف أن النظام السوري هو من يقف وراء اغتيال كمال جنبلاط، وعلى رغم خسارتنا جميعاً والوطن العربي إياه، لأن العروبة أهم من كل شيء، ولا يوجد شيء أمامنا سوى سورية والبحر وسورية اليوم تدمر من النظام أولاً، ومن الذين يدّعون أنهم أصدقاء الشعب السوري عرباً كانوا أو عجماً. وتحدث عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وقال: «إن كل جندي إسرائيلي يموت هو مجد لكل الأمة العربية والذي يقفل المعابر لن يبقى بل فلسطين باقية، والمطلوب اليوم أن نستشهد لحماية لبنان ودعم الجيش والمطلوب الحوار مع جميع الفرقاء لحماية لبنان، واعتبر أن الخطر وصل إلى عرسال».