أثارت زيارة رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار لطهران، تساؤلات في شأن مستقبل العلاقات الفرنسية - الايرانية، بعد فوز الاشتراكي فرانسوا هولاند بالرئاسة. وعلي رغم نفي أوساط هولاند ارتباط الزيارة بسياسة الرئيس الفرنسي الجديد إزاء ايران، مشددة على أن روكار «لا يحمل أي رسالة وليس مفوضاً بأي مهمة»، لكن أوساطاً ايرانية رأت في الزيارة وفي توقيتها رسالة «جس نبض»، مذكّرة بأن روكار مُقرّب من هولاند وبأنه من قادة الحزب الاشتراكي. ويعتقد الناطق السابق باسم الخارجية الإيرانية محمد رضا آصفي بأن من الصعب التمييز بين سياستَي الرئيسين نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند إزاء ايران، «لأن ذلك يدخل في إطار النظرة المستقبلية المعقدة للمحافظين والاشتراكيين إزاء إيران». لكنه يقرّ بأن العلاقات بين البلدين كانت في حدودها الدنيا في عهد ساركوزي، «ما يرتبط بشخصيته وعدم رغبته في تعزيز العلاقات مع طهران». ويري آصفي أن هولاند لن يستغني عن تجارب صديقه القديم روكار، مستبعداً في الوقت ذاته ارتباط زيارة الأخير، بجولة المحادثات المقبلة في بغداد قريباً، بين ايران والدول الست المعمية بملفها النووي. وتعتقد مصادر في طهران بأن روكار، وإن لم يحمل رسالة من هولاند للمسؤولين الإيرانيين، لكن الأكيد أنه سيعود الى باريس حاملاً رسالة من القادة الإيرانيين، تفيد برغبتهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تختلف عما كانت عليه خلال عهد ساركوزي. صالحي وكان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي «رحّب بفوز هولاند، آملاً بأن يتبع الرئيس المنتخب نهجاً جديداً لتطوير العلاقات بين طهران وباريس في جميع المجالات، على اساس الاحترام المتبادل»، كما افادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا). واعتبر خلال لقائه روكار، أن «إيران والدول الأوروبية تملكان كثيراً من المصالح لتعزيز العلاقات الثنائية»، مشدداً على حقّ بلاده «في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية». ونقلت وسائل إعلام ايرانية عن روكار تأكيده «ضرورة إدراك الدول الأوروبية دور إيران ومكانتها المهمة وطاقاتها». واستندت المصادر الايرانية في تأكيدها أهمية زيارة روكار، الى جدول الأعمال الذي وُضع له في طهران، وتحديداً اجتماعه بسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، اضافة الي عدد من المسؤولين الايرانيين البارزين. ويتوقع محمود واعظي، وهو نائب وزير الخارجية الايراني سابقاً، ان تكون سياسة الحكومة الفرنسية الجديدة «أكثر منطقية» من سابقتها إزاء ايران، معتبراً أن السياسة الخارجية للاشتراكيين في فرنسا تختلف عن تلك التي انتهجها اليمين، وأن «هولاند سينظر للعلاقة مع ايران، في شكل أكثر نضوجاً من ساركوزي». لكن حجت الله ايوبي، وهو المستشار الثقافي السابق في السفارة الايرانية في باريس، يعتقد بأن العلاقات بين ايرانوفرنسا في حقبة اليمين، كانت افضل من عهد اليسار، مستثنياً عهد ساركوزي من «هذه القاعدة التي شذّ بها عن سلفيه فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك، في مقابل فرانسوا ميتران الذي كان شريكاً للرئيس العراقي صدام حسين خلال الحرب العراقية – الايرانية». وتتوقع المصادر الايرانية ان تنعكس نتائج المحادثات «النووية» في بغداد، علي تعامل الدول الغربية، بينها فرنسا، مع طهران.