«أصوات عربية» كتاب للإعلامي الأميركي اللبناني الاصل جيمس زغبي، صدرت ترجمته العربية عن مشروع «كلمة» للترجمة (هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة)، وأنجز الترجمة سرى خريس وعبلة عودة. يقوم جيمس زغبي، عبر كتابه هذا بإبراز النتائج المتعلقة باستطلاع شامل للرأي، جديد من نوعه، طرح من خلاله أسئلة مهمة على آلاف الأشخاص الذين يقطنون ثماني دول تمتد من المغرب وحتى السعودية. وهنا، ومن خلال مشاركته إجاباتهم، يُطيح زغبي الأنماط الشائعة، والأساطير التي سادت الثقافة الغربية عن العالم العربي وهوية شعوبه. وخلافاً للعديد من الكتب أو المقالات التي كتبت حول هذه المنطقة، فإن كتاب «أصوات عربية» ليس إعادة سرد للتاريخ، ولا مجموعة من القصص الشخصية. صحيح أن هذه المقاربات يمكن أن تكون مفيدة، وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية في فهمنا على نحو أفضل لدى الآخر، لكنها قد تكون في الوقت نفسه عرضة للانحياز أو ما يسميه زغبي «العلم السيئ» - كما هو في حالة الكُتاب الذين يجنحون إلى رفع ملاحظة أو حوار عارض إلى مستوى الاستنتاج أو الخلاصة العامة القابلة للتعميم. ينطلق زغبي في كتابه من بيانات صلبة مستخلصة عبر أكثر من عقد من استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة «زغبي الدولية» في الشرق الأوسط لتفنيد الأساطير المتعلقة بالعالم العربي، ثم دحض الافتراضات والتصورات الخاطئة وراءها ببيانات من استطلاعات الرأي تكشف عما يفكر فيه العرب حقّاً. يعبر زغبي عن وجهة نظر تستند إلى هويته الأميركية-العربية، ليوضح أسباب المشاعر المتناقضة التي يكنها المواطن العربي تجاه الولاياتالمتحدة، ويُعزِي زغبي ذلك بصورة أساسية إلى انعدام التواصل الحقيقي بين المجتمع الأميركي والمجتمعات العربية، فضلاً عن انعدام التواصل بين صُنَّاع القرار في الجانبين والنخب السياسية. يأمل زغبي في أن يساهم كتابه هذا في ردم جوانب من الهوة التي اتسعت بين العالم العربي والإسلامي والغرب وبخاصة الولاياتالمتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو أمر مشروط بمزيد من المعرفة العميقة المتبادلة لهوية الشعوب وأفكار أبنائها من أجل تحقيق الازدهار والسلام العالميين.