تنوعت المواقف السياسية في خصوص الشأن الحكومي مع التركيز على خطاب الامين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله التي القاه اول من امس، والمواقف التي ادلى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط اخيراً. واعتبر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طوني كرم في حديث إلى إذاعة «لبنان الحر»، أن كل الأفرقاء «يريدون الوصول بهدوء إلى تشكيل الحكومة، إلا ان كل فريق يرى الحكومة من وجهة نظره»، لافتاً إلى «أن السوريين يستطيعون ان «يمونوا» على المعارضة من خلال الكف عن مطالبتها بالثلث المعطل». وإذ استبعد «أن تتخلى سورية عن هذا الثلث من دون أي ثمن»، أشار إلى «أن الشراكة الفعلية في الحكومة تكون من خلال مناقشة الأمور الخلافية كافة من دون تعطيل مسار الدولة»، مشدداً على «ان ضمانة كل الأفرقاء هو رئيس الجمهورية». ورأى «ان المعارضة تعرض «طروحات متصلبة بغلاف لين» لعدم تحميلها عملية التأخير في تشكيل الحكومة». وإذ لفت إلى «الانعكاس السلبي الذي يفرضه سلاح «حزب الله» على الوضع السياسي العام»، أكد «أن رئيس الجمهورية استرد القرار اللبناني وفرض حضور لبنان على الساحتين الاقليمية والدولية». وأكد كرم إن «موقف «القوات اللبنانية» لم يكن يوماً ضد الانفتاح بل هو الانخراط بالسلم الأهلي والانفتاح على الآخر»، ورأى «ان اللقاءات والاتصالات التي تقوم بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» لا تعني أن «تيار المستقبل» عاد عن مبادئه وثوابته». وقال: «النائب وليد جنبلاط لا شيء تغير عنده استراتيجياً». من جهته، امل عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر ولادة الحكومة «قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك أفضل من أن تتعثر وتطول المسألة، وعلى رغم بعض التجاذبات في السياسة هناك بعض الإشارات الإيجابية». وعن وحدة قوى 14 آذار في ظل تصريحات النائب جنبلاط الأخيرة، أكد الجسر «تماسك قوى الرابع عشر من آذار، وكذلك الحال بالنسبة الى قوى الثامن من آذار إذ ينفرد كل طرف في طريقة تفسير مختلفة، وهذا لا يعني تفكك 14 آذار أو 8 آذار». وأكد أن «جنبلاط لم يحد عن الطريق الأساسي ونتفهم مواقفه الأخيرة وهو لديه خصوصية معينة». صقر: نصرالله مستعجل... ووصف النائب عقاب صقر خطاب نصرالله ب «الهادئ والموزون، يحاكي حساسية اللحظة الراهنة، كما انه يمهد الى مرحلة سياسية جديدة». ورفض، في حديث الى موقع «14 آذار» الالكتروني، دعوته الى ان «نجرب بعضنا بعضاً في حكومة تحكمها روح التكافل والتعاون»، لأنها تعني «الدخول في تجربة الثلث المعطل وهي لم تنجح، ونخشى من استعمال المعارضة للثلث المعطل كي تفرض اجندة على مجلس الوزراء بالتالي تعرقل عمل الحكومة. فرفض الأكثرية اعطاء المعارضة الثلث المعطل لا ينبع من رغبتها في الاستئثار بالحكم، انما يأتي حفاظاً على بقاء سير الحكومة بمنأى عن التعطيل». وقال صقر: «لم يعد خفياً على احد ان السيد نصرالله بدا من خلال خطابه، ليس مستعجلاً في تشكيل الحكومة، انما مستعجل لانجاز ما يريده من الحكومة. واذا صحّت المعلومات التي تسربت من قوى 8 آذار بالنسبة الى تخليها عن الثلث المعطل، اعتقد ان الحكومة ستبصر النور في القريب العاجل. اما اذا كان كلام الاقلية للاستعراض والمناورة فقط، فسيكون تفاؤل الرئيس نبيه بري في غير مكانه، ونتمنى ان يكون الموعد الذي تحدث عنه رئيس المجلس النيابي صحيحاً فنشهد بالتالي ولادة الحكومة مع نهاية الشهر». كنعان: لم نصل للعروض العملية وأعرب عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي إبراهيم كنعان عن اعتقاده بأن «المشاورات لتأليف الحكومة لم تصل بعد الى مرحلة العروض العملية وما زالت تبحث في القاعدة التي يجب اتباعها في عملية التأليف»، ولفت الى أن طرح التكتل النسبية «هو معيار مقترح وقابل للنقاش وليس شرطاً يهدف الى العرقلة»، واصفاً طروحات سائر أفرقاء المعارضة ب «المروحة التي تقدم الحلول للرئيس المكلف لتسهيل مهمته»، ومؤكّداً «أن المعارضة لن تشارك شكلياً في الحكم إذا لم تعط الحيز للمشاركة فعلاً». وسأل: «ما الخطأ في تشكيل حكومة تتمثل فيها الكتل النيابية بحسب أحجامها؟». واعتبر كنعان أن «إعطاء رئيس الجمهورية الثلث الضامن لا يكفي لتعزيز دوره»، قائلاً: «في الماضي رأينا كيف انقلب وزراء على رئيس الجمهورية الذي أتى بهم، لذا نحن نريد تكريس حق الرئاسة بالثلث الضامن دستوراً»، وأكد أنّه لم يتمّ التطرّق الى الأسماء التي سيتمّ توزيرها من التكتل، مشيراً الى أن «ليس هناك وزارة مطوّبة لطرف معيّن». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسين الموسوي «أن دولاً إقليمية ودولية لا تشجع، بل لا تريد تشكيل حكومة جديدة يرأسها سعد الحريري لأن مثل هذه الحكومة لا تحقق ما يطمحون إليه». وأكد أن سلاح المقاومة «ليس في قبالة سلاح آخر في الداخل بل هو جنباً الى جنب مع سلاح الجيش اللبناني في مواجهة أي اعتداء صهيوني على لبنان». عطالله: الخلاف مع جنبلاط في المقاربة وعلق النائب السابق الياس عطالله على كلام جنبلاط عن ان اعضاء الأمانة العامّة لقوى 14 آذار «يعيشون في عالم آخر، ووصفه شعار «لبنان اولاً» بأنه عنوان للتزمّت والتقوقع والانعزال، قائلاً: «ان الاختلاف في الرأي لا يعني ان جنبلاط في موقع مناهض ل14 آذار، فاليوم نحن امام مجموعة استحقاقات غير عادية، من تشكيل الحكومة، الى المحكمة الدولية، وصولاً الى ملف الصراع الاقليمي في المنطقة وخصوصاً مع اسرائيل. وانطلاقاً من نتائج الانتخابات النيابية التي أدت الى فوز كاسح لقوى الاستقلال، كنّا نفضّل ان يجري بحث معمّق من قبل قياديي 14 آذار لتوحيد الرؤية ولتقديم تصوّر متماسك». وأعرب عطالله عن اعتقاده بأن «الذي يضغط على جنبلاط في هذه المرحلة هو الخوف على السلم الاهلي والوحدة الوطنية في البلاد، والخلاف اليوم معه ليس على الحفاظ على السلم الاهلي بل في طريقة مقاربة الامور، فسلوكه مختلف عن سلوك الامانة العامة في الوقت الحالي»، معتبراً ان «هناك عملاً خارجياً يسعى ويعمل لفكفكة 14 آذار عبر التهويل والضغوط والتعطيل على اكثر من جبهة ومن قبل اكثر من جهة، فحركة 14 آذار ومنذ عام 2004 اثبتت بجدارة انها تحمل مشروع بناء الدولة الحقيقية وامكانية العبور اليها، ولهذا هناك محاولات كثيرة تنشط اليوم لجعلنا غير قادرين على الصمود».