واصل 1600 أسير فلسطيني إضرابهم عن الطعام لليوم ال 24 وسط إصرار على تلبية مطالبهم كلها، في حين دخل إضراب الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة يومه ال 74، و8 آخرين الشهر الثاني، وسط تحذيرات من تدهور حالتهم الصحية ودخولهم مرحلة الخطر. وقالت مديرة مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحامية سحر فرانسيس، إن قيادة اضراب الاسرى رفضت عرضاً من مصلحة السجون الاسرائيلية بإنهاء عزل 16 أسيراً والإبقاء على 3 فقط قيد العزل الفردي، هم القائد السابق ل «كتائب القسام» في الضفة إبراهيم حامد، والقياديان في الكتائب عبدالله البرغوثي وحسن سلامة. واوضحت فرانسيس ل «الحياة» ان هذا العرض تم خلال اجتماع جرى بين ممثلين عن مصلحة السجون وقيادة الإضراب في سجن نفحة أول من امس. ونفت ان يكون هناك اي اتفاق بين قيادة الاضراب ومصلحة السجون ينهي الاضراب، خصوصاً ان مصلحة السجون لم تقدم عرضاً متكاملاً يشمل تحقيق كل مطالب الاسرى، مثل السماح بزيارة الاهالي، خصوصاً من قطاع غزة، وإنهاء العقوبات والعزل والاعتقال الإداري. وأضافت أنها زارت امس الاسير ثائر حلاحلة في سجن الرملة، موضحة أن وزنه انخفض من 83 كيلوغراماً الى 55 كيلوغراماً، وانه يتقيأ دماً وينزف من لثته، لكن معنوياته عالية وهو مصمم على الاضراب حتى الموت او اطلاقه. وظهرت أمس أولى ثمار الإضراب من خلال إنهاء عزل الأسيرين محمود عيسى المعزول منذ 13 عاماً، والأسير وليد علي. ورحب رئيس نادي الأسير قدورة فارس بقرار إدارة السجون بإنهاء عزل الأسيرين، واصفاً هذه الخطوة بأنها «مهمة كبادرة حسن نية من أجل تلبية مطالب جميع الأسرى المضربين». في غضون ذلك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل ب «محاكمة» الاسرى أو اطلاقهم، في وقت قال المفوض العام ل «وكالة الأممالمتحدة المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا) فيليبو غراندي، إن أسيريْن من المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية معرضان ل «خطر الموت الوشيك». وخيّر بان إسرائيل بين تقديم الأسرى الفلسطينيين الى «المحاكمة في إطار من الضمانات القضائية العادلة أو اطلاقهم من دون تأخير». وأعرب في بيان أمس عن «قلقه البالغ» حيال حياة الأسرى المضربين عن الطعام منذ 17 الشهر الماضي «خصوصاً المعتقلين إدارياً». وشدد على «تجنب أي تدهور في حال الأسرى»، وحض جميع الأطراف المعنيين على «التوصل الى حل سريع في ما بينهم في هذه القضية». من جهته، أعرب غراندي في تصريح عن «قلقه العميق» حيال الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام. وناشد الحكومة الإسرائيلية التوصل إلى «حل مقبول»، لافتاً إلى أن «مطالب المضربين عن الطعام تتعلق عموماً بالحقوق الأساسية للسجناء المنصوص عليها في مواثيق جنيف». وأشار إلى أن «اثنين من المعتقلين إدارياً (ذياب وحلاحلة) يعانون من وضع صعب بعد مرور أكثر من 74 يوماً من الإضراب عن الطعام وأنهم معرضون إلى خطر الموت». عريضة أوروبية من جانبهم، وقع أكثر من مئة برلماني وسياسي أوروبي بارز على عريضة تطالب إسرائيل ب «احترام قواعد القانون الدولي في معاملة الأسرى». وقال مجلس العلاقات الأوروبية-الفلسطينية في بيان أمس، إن العريضة طالبت ب «تحسين الظروف الحياتية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وتبنّت جزءاً من مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، خصوصاً إنهاء العزل الفردي ضدهم، والسماح لهم باستقبال زيارات ذويهم». ودعا الموقعون مسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى «الضغط على إسرائيل لتلبية مطالب الأسرى الإنسانية التي يكفلها لهم القانون الدولي». ومن الموقعين رئيس حزب «شين فين» الإرلندي جيري آدمز، ومعه 5 وزراء من إرلندا الشمالية، من بينهم رئيس الوزراء مارتين ماكينس، ووزيران من إيرلندا الجنوبية هما جان أوسليفان وجو كوستللو. ومن بريطانيا، وقّعت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت، والبارونة جيني تونغ، والنواب جيرالد كوفمان وأندي سلاوتر وجيرمي كوربن وإيان مورفي، والنائبان في البرلمان الإسكتلندي جيم هيوم ودرو سميث، وعدد كبير من نواب البرلمان الأوروبي، منهم فيل بانون، وماريسا ماتياس، وبول مورفي، ومارغريت أوكين. وكان المجلس دشن أوسع حملة ضغط سياسي في أوروبا لدعم مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، عبر عقده سلسلة لقاءات مع سلطات برلمانية وتنفيذية أوروبية قادت إلى طرح قضية الأسرى المضربين في جلسات البرلمان الأوروبي وبرلمانات الدول الأوروبية. كما أصدرت المفوضية الأوروبية بياناً دعت فيه إسرائيل إلى «احترام حقوق الأسرى الفلسطينيين ومعاملتهم وفق القانون الدولي، وتوفير العلاج للمرضى بسبب الإضراب والسماح لهم بلقاء ذويهم». كما ناقشت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي الثلثاء تداعيات الإضراب خلال جلستها بناء على اتصالات أجراها المجلس. الى ذلك، أغلق عدد من أهالي الأسرى أمس مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة، ومنعوا الموظفين من الدخول، وذلك تضامناً مع الأسرى وايصال رسالة للعالم والامم المتحدة بضرورة التدخل لإنقاذ حياتهم. وعزا الأهالي هذه الخطوة الى الدور «السلبي» الذي تلعبه اللجنة تجاه قضية الأسرى المضربين عن الطعام، والانحياز وعدم الحيادية». وفد الأسرى في القاهرة من جهة أخرى، وصل إلى القاهرة أمس قادماً من غزة وفد من الأسرى المحررين من القوى والفصائل الفلسطينية. وقال القيادي في حركة «حماس» أيمن طه المشارك في الوفد ل «الحياة»، إن الوفد سيلتقي غداً كلاًّ من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ومسؤولي جهاز الاستخبارات المصرية، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. واضاف: «نريد أن نرى نتائج فعلية لكل هذه الفاعليات وترجمة حقيقية لكل المساعي والجهود التي تبذل، وعلى رأسها قرارات القمم العربية المتعلقة بهذا الملف، وكذلك القرار الأخير الذي صدر عن الدول العربية بالإجماع بنقل قضية الأسرى إلى الأممالمتحدة من أجل طرحها دولياً، وكذلك لإلزام إسرائيل تطبيق اتفاقية جنيف على الأسرى الفلسطينيين».