ما ان تعرفي انك حامل، تأخذ واجهات محال الأطفال حيزاً مباشراً من اهتمامك بقصد او من دون قصد. ويكبر التوق الى اقتناء اغلب ما يعرض فيها يوماً بعد يوم الى ان يكتشف الطبيب جنس الجنين، فتبدأ رحلة تحضير جهاز الطفل. وعلى رغم ان التحذيرات من عدم شراء الملابس بكثرة لان الطفل يكبر بسرعة الا ان رغبة يصعب السيطرة عليها تعتريك لامتلاك كل ما يمكنك لصغيرك او صغيرتك. يسعى الأهل على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والاقتصادية إلى جعل أطفالهم صورة مصغّرة عنهم. وهذه الظاهرة لا تقتصر على المشاهير وأطفالهم، إذ إنها شائعة بين الناس على اختلاف مستوياتهم. وإن كانت عارضة الأزياء هايدي كلوم ارتدت فستان زفاف من تصميم «فيرا وانغ» ورافقتها طفلتها مرتدية نسخة مصغّرة عن الفستان نفسه ومن تصميم وانغ أيضاً، فإن بعض الأمهات مثلاً يستعضن، عن عجزهن عن ارتداء أزياء لأحد المصممين المعروفين، بشراء ثياب موقّعة لمصممهن المفضّل لأطفالهن. وتبدو الخيارات مفتوحة أمام الأهل من أجل طلة أبهى لأطفالهم، بصرف النظر إذا ما كانوا يسعون إلى أن يرسم «خطاً» خاصاً له في اختيار ملابسه، أو يرغبون في التباهي بما يرتديه «طفلهم»، على اعتبار انّ طلته امتداد لطلّتهم. وتشهد سوق أزياء الأطفال ازدهاراً مطرداً منذ أعوام، والأهمية التي اكتسبتها هذه الأزياء أوجدت نوعاً جديداً من المنافسة بين دور الأزياء. وتصميم ثياب الأطفال لا يقل صعوبة وابتكاراً عن الشق المخصص للرجال أو النساء. ولم تعد أزياء الصغار تقتصر على اللون الزهري للأنثى، والأزرق السماوي للذكر، بل تحولت أزياء الصغار إلى نسخ مصغرة لملابس الكبار، مع الحفاظ على اللمسة الطفولية المعتادة من خلال الرسوم والنقوش. ولأن الأهل هم المستهلكون في هذا الإطار، تحرص كبريات دور الأزياء العالمية على مجاراة متطلبات العصر ووضع تصاميم خاصة بالأطفال تداعب براءتهم وتحاكي أذواق أهلهم في آن.